القتال، فإن قريشا عبيد من غلب، والله لا يخرجون من بلادهم الا بخفين! فغضب عبد الله بن سنان من قوله وأمهله حتى دخل قبته فقتله ولحق بسعد وأسلم.
وسار سعد من شراف فنزل العذيب، ثم سار حتى نزل القادسية بين العتيق. والخندق بحيال القنطرة، وقديس أسفل منها بميل، وكتب عمر إلى سعد: إني ألقي في روعي أنكم إذا لقيتم العدو هزمتموهم، فمتى لاعب أحد منكم أحدا من العجم بأمان أو بإشارة أو بلسان كان عندهم أمانا فاجروا له ذلك مجري الأمان والوفاء فإن الخطأ بالوفاء بقية، وإن الخطأ بالغدر هلكة، وفيها وهنكم وقوة لا عدوكم. فلما نزل زهرة في المقدمة وأمسى بعث سرية في ثلاثين معروفين بالنجدة وأمرهم بالغارة على الحيرة فلما جاروا السيلحين سمعوا جلبة فمكثوا حتى حاذوهم وإذا أخت آزادمرد بن آزاذبه مرزبان الحيرة تزف إلى صاحب الصنين وهو من أشراف العجم؛ فحمل بكير بن عبد الله الليثي أمير السرية على شيرزاد بن آزاذبه فدق صلبه وطارت الخيل على وجوهها، وأخذوا الأثقال وابنة آزاذبه في ثلاثين امرأة من الدهاقين ومائة من التوابع، ثم ومعهم ما لا يدري قيمته، فاستاق ذلك ورجع، فصبح سعدا بعذيب الهجانات فقسم ذلك على المسلمين وترد الحريم بالعذيب ومعها خيل تحوطها وأمر عليهم غالب بن عبد الله الليثي.
ونزل سعد القادسية وأقام بها شهرا لم يأته من الفرس أحد فأرسل سعد عاصم بن عمرو إلى ميسان فطلب غنما أو بقرا فلم يقدر عليها وتحصن منه من هناك فأصاب عاصم رجلا بجانب أجمة فسأله عن البقر والغنم فقال: ما أعلم. فصاح ثور من الأجمة كذب عدو الله وها نحن! فدخل فاستاق البقر فأتى بها العسكر فقسمه سعد على الناس فأخصبوا أياما فبلغ ذلك الحجاج في