فلحق قيس بن عاصم المنقري والنعمان بن جساس ومالك بن المنتفق في سرعان الناس فاجابه قيس يقول:
(عما قليل تلتحق أربابه * مثل النجوم حسرا سحابه) (ليمنعن النعم اغتصابه * سعد وفرسان الوغى أربابه) ثم حمل عليهم قيس وهو يقول:
(في كل عام نعم تحوونه * يلحقه قوم وينتجونه) (أربابه نوكى فلا يحمونه * ولا يلاقون طعانا دونه) (أنعم الأبناء تحسبونه * هيهات هيهات لما ترجونه) فاقتتل القوم قتالا شديدا يومهم أجمع فحمل يزيد بن شداد بن قنان الحارثي على النعمان بن مالك بن جساس فرماه بسهم فقتله وصارت الرياسة لقيس بن عاصم واقتتلوا حتى حجز بينهم الليل وباتوا يتحارسون فلما أصبحوا غدوا على القتال وركب قيس بن عاصم وركبت مذحج واقتتلوا أشد من القتال الأول فكان أول من انهزم من مذحج مدرج الرياح وهو عامر بن الجون بن عبد الله الجرمي وكان صاحب لوائهم فالقى اللواء وهرب فلحقه رجل من بني سعد فعقر به دابته فنزل يهرب ماشيا ونادى قيس عاصم يا آل تميم عليكم الفرسان ودعوا الرجالة فإنها لكم وجعل يلتقط الأسارى وأسر عبد يغوث بن الحارث بن وقاص الحارثي