ابن مرة في بني بكر بن وائل بزبالة فاقتتلوا قتالا شديدا ظفرت فيه بكر وانهزمت تميم وأسر الأقرعان وأبو جعفر وناس كثير وافتدى الأقرعان نفسيهما من بسطام وعاهداه على إرسال الفداء فأطلقهما فبعدا ولم يرسلا شيئا وكان في الأسرى إنسان من يربوع فسمع بسطام بن قيس في الليل يقول:
(فدى بوالدة علي شفيقة * فكأنها حرض على الأسقام) (لو أنها علمت فيسكن جأشها * أني سقط العشاء به على بسطام) (سقط العشاء به على متنعم * سمح اليدين معاود الأقدام) فلما سمع بسطام ذلك منه قال له وأبيك لا يخبر أمك عنه غيرك وأطلقه وقال ابن رميض العنزي:
(جاءت هدايا من الرحمن من مرسلة * حتى أنيخت لدى أبيات بسطام) (جيش الهذيل وجيش الأقرعين معا * وكبة الخيل والأذواد في عام) (مسوم خيله تعدوا مقانبه * على الذوائب من أولاد همام) وقال أوس بن حجر:
(وصبحنا عار طويل بناؤه * نسب به ما لاح في الأفق كوكب) (فلم أر يوما كان أكثر باكيا * ووجها ترى فيه الكآبة تجنب) (أصابوا البروك وابن حابس عنوة * فظل لهم بالقاع يوم عصبصب) (وإن أبا الصهباء في حومة الوغى * إذا ازورت الأبطال ليث مجرب)