أهله بغير سلاحه، فخرجا حتى أتيا جماعة من قومهما فقص عليهم جساس القصة وأعلمهم أن الهجرس يدخل في الذي فيه جماعتهم وقد حضر ليعقد ما عقدتم فلما قربوا الدم وقاموا إلى العقد أخذ الهجرس بواسط رمحه ثم قال وفرسي وأذنيه ورمحي وتصليه وسيفي وغراريه لا يترك الرجل قاتل أبيه وهو ينظر ألية ثم طعن جساسا فقتلة ولحق بقومه وكان آخر قتيل في بكر والأول أكثر.
ونرجع إلى سياقة الحديث.
فلما قتل جساس أرسل أبوه مرة إلى مهلهل إنك قد أدركت ثارك وقتلت جساسا فاكفف عن الحرب ودع اللجاج والإسراف وأصلح ذات البين فهو أصلح لحيين وأنكأ لعدوهم فلم يجب إلى ذلك. وكان الحارث بن عباد قد اعتزل الحرب فلم يشهدها فلما قتل جساس وهمام ابنا مرة حمل ابنه بجيرا وهو ابن عمرو بن عباد أخي الحرث بن عباد فلما حمله على الناقة كتب معه إلى مهلهل إنك قد أسرفت في القتل وأدركت ثارك سوى ما قتلت من بكر وقد أرسلت ابني إليك فإما قتلته بأخيك وأصلحت بين الحيين وإما أطلقته وأصلحت ذات البين فقد مضى من الحيين في هذه الحروب من كان بقاؤه خيرا لنا ولكم. فلما وقف على كتابه أخذ بعيرا فقتله وقال بؤ بشسع نعل كليب. فلما سمع أبوه بقتله ظن أنه قد قتله بأخيه ليصلح بين الحيين فقال نعم القتيل قتيلا أصلح من بني وائل! فقيل إنه قال بؤ بشسع نعل كليب فغضب عند ذلك الحارث بن عباد وقال: