أمري من أوله إلى آخره فلما سع وثب إلي وضمني إلى صدره ثم نادى بأعلى صوته يا للعرب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه فواللات والعزة لئن تركتموه فأدرك ليذلن دينكم ويخلفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا بمثله قط.
فانتزعتني ظئري منه وقالت لأنت أجن وأعته من ابني هذا فاطلب لنفسك من يقتلك فإنا غير قاتليه!
ثم ردوني إلى أهلي فأصبحت مفزعا مما فعل بي وأثر الشق مما بين صدري إلى عانتي كأنه الشراك فذلك حقيقة قولي وبدو شأني يا أخا بني عامر.
فقال العامري: أشهد بالله الذي لا إله إلا هو إن أمرك حق فأنبئني بأشياء أسألك عنها قال سل قال أخبرني ما يزيد في العلم؟ قال التعلم قال فما يدل على العلم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم السؤال قال فأخبرني ماذا يزيد في الشيء؟ قال التمادي قال فأخبرني هل ينفع البر مع الفجور؟ قال نعم التوبة تغسل الحوبة والحسنات يذهبن السيئات وإذا ذكر العبد الله عند الرخاء أعانه عند البلاء فقال العامري فكيف ذلك قال ذلك بأن الله عز وجل يقول (وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا أجمع له خوفين إن خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه ولا أمحقه فيمن أمحق وإن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي لميقات يوم معلوم فيدوم له خوفه).
قال: يا بن عبد المطلب أخبرني إلى م تدعو قال أدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن تخلع الأنداد وتكفر باللات والعزى وتقر بما جاء من عند الله من كتاب ورسول وتصلي الصلوات الخمس بحقائقهن وتصوم