أصيبها قبله فأجابه إلى ذلك فبقي يفعل بهم هذا الفعل حينا ثم عدا عليه إنسان من اليمن فقتله فسر أبرهة بقتله وقال لو علمت أنه يحتكم هذا لم أحكمه.
ولما بلغ النجاشي قتل أرياط غضب غضبا شديدا وحلف لا يدع أبرهة حتى يطأ أرضه ويجز ناصيته فبلغ ذلك أبرهة فأرسل إلى النجاشي من تراب اليمن وجز ناصيته وأرسلها أيضا وكتب إليه بالطاعة وإرسال شعره وترابه ليبر قسمه بوضع التراب تحت قدميه فرضي عنه وأقره على عمله.
فلما استقر باليمن بعث إلى أبي مرة ذي يزن فأخذ زوجته ريحانة بنت ذي جدن ونكحها فولدت له مسروقا وكانت قد ولدت لذي يزن ولدا اسمه معد يكرب وهو سيف فخرج ذو يزن من اليمن فقدم الحيرة على عمرو بن هند وسأله أن يكتب له إلى كسرى كتابا يعلمه محله وشرفة وحاجته فقال إني قد أفد إلى الملك كل سنة وهذا وقتها فأقام عنده حتى وفد معه ودخل إلى كسرى معه فأكرمه وعظمه وذكر حاجته وشكا ما يلقون من الحبشة واستنصره عليهم وأطمعه في اليمن وكثرة مالها، فقال له كسري أنوشروان إني لأحب أن اسعفك بحاجتك ولكن المسالك إليها صعبة وسأنظر وأمر بإنزاله فأقام عنده حتى هلك.
ونشأ ابنه معد يكرب بن ذي يزن في حجرة أبره وهو يحسب أنه أبوه فسبه ابن لأبره وسب أباه فسأل أمه عن أبيه فصدقته وأقام حتى مات أبره وابنه يكسوم وسار عن اليمين ففعل ما نذكره إن شاء الله.