فأبى إلا قتله فقتله بموضع رحبة مالك فكانت تسمى فرضة نعم فيما قيل، ثم عاد إلى اليمن فمنع اليوم منه فسأله الأطباء وغيرهم عما به وشكا إليهم السهر فقال له قائل منهم ما قتل أحد أخاه أو ذا رحم بغيا إلا منع منه النوم. فلما سمع ذلك قتل كل من أشار عليه بقتل أخيه حتى خلص إلى ذي رعين فلما أراد قتله قال إن لي عندك براءة قال وما هي قال أخرج الكتاب الذي استودعتك فأخرجه فإذا فيه البيتان فكف عن قتله ولم يلبث عمرو أن هلك فتفرقت حمير عند ذلك.
قلت: هذا الذي ذكره أبو جعفر من قتل قباذ بالري وملك تبع البلاد من بعد قتلته من النقل القبيح والغلط الفاحش وفساده أشهر من أن يذكر فلولا أننا شرطنا أن لا نترك ترجمة من تاريخه إلا ونأتي بمعناها من غير إخلال بشيء لكان الإعراض عنه أولى ووجه الغلط فيه أنه ذكر أن قباذ قتل بالري ولا خلاف بين أهل النقل من الفرس وغيرهم أن قباذ مات حتف أنفه في زمان معلوم وكان ملكه مدة معلومة كما ذكرناه قبل ولم ينقل أحد أنه قتل إلا في هذه الرواية ولما مات ملك ابنه كسرى أنوشروان بعده وهذا أشهر من قفانبك، ولو كان ملك الفرس انتقل بعد قباذ إلى حمير كيف كان يملك ابنه بعده وتمكن في الملك حتى أطاعه ملوك الأمم وحملت الروم إليه الخراج!
ثم ذكر أيضا أن تبعا وجه ابنه حسان إلى الصين وشمرا إلى سمرقند وابن أخيه إلى الروم وأنه ملك القسطنطينية وسار إلى رومية فحاصرها فيا ليت شعري ما هو اليمن وحضرموت حتى يكون بهما من الجنود وما يكون