ثم ملك بعد تبع هذا، وهو تبان أسعد أبو كرب بن ملكيكرب ربيعة بن نصر اللخمي فلما هلك ربيعة رجع الملك باليمن إلى حسان بن تبان أسعد.
فلما ملك ربيعة رأى رؤيا هالته فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا إلا أحضره وقال لهم رأيت رؤيا هالتني فأخبروني بتأويلها فقالوا اقصصها علينا فقال إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم بتأويلها. فلما قال ذلك قال له رجل منهم إن كان الملك يريد ذلك فليبعث إلى سطيح وشق فهما يخبرانك عما سألت واسم سطيح ريبع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن غسان وكان يقال له الذئبي نسبة إلى ذئب بن عدي وشق بن مصعب بن يشكر بن أنمار.
فبعث إليهما فقدم عليه سطيح قبل شق، فلما قدم عليه سطيح سأله عن رؤياه وتأويلها فقال رأيت جمجمة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض بهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة؟ قال له الملك: ما أخطأت منها شيئا فما عندك في تأويلها؟ فقال: أحلف بما بين الحرتين من جيش ليهبطن أرضكم الحبش فليملكن ما بين أبين إلى جرش. قال الملك: وأبيك يا سطيح إن هذا لغائظ موجع، فمتى يكون أفي زماني أم بعده؟ قال: بل بعده بحين ستين سنة أو سبعين يمضين من السنين. قال: هل يدوم من ملكهم أو ينقطع؟ قال: بل بعده بحين ستين سنة أو سبعين يمضين من السنين، ثم