عليهم فجعل يضرب في أعراضهم ويرميهم بالشاب حتى انهزموا وغنم أصحاب بهرام ما كان في عسكر عدوه فأعطى بهرام الدبيل ومكران وأنكحه ابنته فأمر بتلك البلاد فضمت إلى بلاد فارس.
وعاد بهرام مسرورا وأغزى نرسي بلاد الروم في أربعين ألفا وأمره أن يطلب ملك الروم بالإتاوة فسار إلى القسطنطينية فهادنه ملك الروم فانصرف بكل ما أراد إلى بهرام. وقيل إنه لما فرغ من خاقان والروم سار بنفسه إلى بلاد اليمن ودخل بلاد السودان فقتل مقاتلهم وسبى منهم خلقا كثيرا وعاد إلى مملكته.
ثم إنه في آخر ملكه خرج إلى الصيد فشد على عنز فأمعن في طلبه فارتطم في جب فغرق فبلغ والدته ذلك فسارت إلى ذلك الموضع وأمرت بإخراجه فنقلوا من الجب طينا كثيرا حتى صار إكاما عظاما ولم يقدروا عليه.
وكان ملكه ثماني عشرة سنة وعشرة أشهر وعشرين يوما وقيل ثلاثا وعشرين سنة.
هكذا ذكر أبو جعفر في اسم بهرام جور أن أباه أسلمه إلى المنذر بن نعمان كما تقدم وذكر عند يزدجرد الأثيم أنه سلم ابنه بهرام إلى النعمان بن امرئ القيس ولا شك أن بعض العلماء قال هذا وبعضهم قال ذلك إلا إنه لم ينسب كل قول إلى قائله.