ورأى الملك الشجرة فقال أرى شجرة ما كنت أعهدها قالوا تلك العجوز نبتت لذلك الساحر الذي أردت أن تعذبه بالجوع وقد شبع منها وأشبع العجوز وشفى لها ابنها.
فأمر بالبيت فهدم وبالشجرة أن تقطع فلما هموا بقطعها أيبسها الله وتركوها وأمر بجرجيس فبطح على وجهه وأمر بعجل فأوقر أسطوانا وجعل في أسفل العجل خناجر وشفارا ثم دعا بأربعين ثورا فنهضت بالعجل نهضة واحدة وجرجيس تحتها فانقطع ثلاث قطع ثم أمر بقطعه فأحرقت حتى صارت رمادا وبعث الرماد من رجال فذروه في البحر فلم يبرحوا حتى سمعوا صوتا من السماء يا بحر إن الله يأمرك أن تحفظ ما فيك من هذا الجسد الطيب فإني أريد أن أعيده فأرسل الريح فجمعته كما كان قبل أن يذروه والذين ذروه قيام لم يبرحوا. وخرج جرجيس حيا مغبرا فرجعوا ورجع معهم وأخبروا خبر الصوت والرياح فقال له الملك هل لك فيما هو خير لي ولك ولولا أن يقال أنك غلبتني لآمنت بك ولكن اسجد لصنمي سجدة واحدة أو أذبح له شاة واحدة وأنا أفعل ما يسرك. فطمع جرجيس في إهلاك الصنم حين رآه وإيمان الملك عند ذلك فقال له أفعل خديعة منه وأدخلني على صنمك أسجد له وأذبح.
فرح الملك بذلك وقبل يديه ورجليه وطلب منه أن يكون يومه وليلته عنده ففعل فأخلى له الملك بيتا ودخله جرجيس فلما جاء الليل قام يصلي ويقرأ الزبور وكان حسن الصوت فلما سمعته امرأة الملك استجابت له وآمنت به وكتمت إيمانها. فلما أصبح غدا به إلى بيت الأصنام ليسجد لها.
وقيل للعجوز إن جرجيس قد افتتن وطمع في الملك بعد الملك فخرجت تحمل ابنها على عاتقها في أغراضها توبخ جرجيس فلما دخل بيت الأصنام