لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٢٦٢
والعوالي وآية في حفظ الرواة المتأخرين يذاكر فيهم مذاكرة دالة على
رحمه الله كبير التساهل في تسميع المترددين إليه كل ما بلغه من اجزاء أناس من المشبهة لا يتحملها أهل العلم منهم الا لتسجيل بدعتهم عليهم ليرد عليهم المتبصرون من العلماء نحلتهم، وفي بعض تلك الأجزاء صريح نسبة القعود والجلوس والمكان والحد والحركة وغيرها إلى ربهم وهذا مما تقشعر جلود الذين يخشون الله من نسبته إليه تعالى عما يصفون، وان كان بين هؤلاء من شهر بالرواية لكن لم يزالوا على عاميتهم لبعدهم عن أهل العلم وعدم ممارستهم النظر وتعودهم ان يعيشوا أمة وحدهم مغترين بكثرة الملازمين لهم لتحمل ما عندهم من الروايات ولم يستأصل الاسلام من عقولهم بعد شأفة نحلهم التي كانوا عليها قبل الاسلام من يهودية بفلسطين ونصرانية بالشام ووثنية بالبادية وصابئية بحران وواسط عبدة الاجرام العلوية وغيرها من قدماء المشبهة ظانين ان ما هم عليه هو الاعتقاد الصحيح في الله، وقول الجمهور في حقهم مر الا ان الامام عز الدين بن عبد السلام يميل إلى أن من هو في عداد العامة منهم بحيث يعلو التنزيه عن مداركه يعذر ويرجى من سعة فضل الله ان يصفح عنه واما من كان في عداد أهل العلم والنظر منهم فليس يعذره أحد من أئمة السنة، وصاحب الترجمة عزره وآذاه بالقول القاضي برهان الدين أبو سالم إبراهيم بن محمد بن علي التادلي المالكي، الذي يقول عنه ابن خطيب الناصرية:
(كان حاكما ناصرا للشرع مهيبا) لما بلغه انه اقرأ كتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي والنقض، له بدمشق وعزر القارئ عليه أيضا بكلام وهو البرهان إبراهيم بن محمد بن راشد الملكاوي الدمشقي ثم بالضرب والطواف به والحبس كما في الضوء اللامع وغيره وهذا الكتاب كمسائل حرب مما يتسامع به الحشوية فيما بينهم وفيه غرائب وعجائب لو قام بطبعه بعضهم لظهر لعامة العلماء ما هي السنة التي إليها ينتمون، وينقل منه ابن تيمية أشياء في معقوله، والدارمي هذا وان كان قام