لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٢٦٤
وكان اعتماده في ذلك على حفظه، وكان يستعين بمن يقرأ له وهو بهذه
وهذا الرستمي كأنه هو الذي يقول فيه الشاعر:
كفرا بعلمك يا بن رستم كله * وبما حفظت سوى الكتاب المنزل لو كنت يونس في رواية نحوه * أو كنت قطرب في الغريب المشكل وحويت فقه أبي حنيفة كله * ثم انتميت لرستم لم تنبل وتوحيد ابن خزيمة الذي يقول عنه الرازي في تفسير قوله تعالى (ليس كمثله شئ) ما يقول وفاروق الهروي وذم الكلام له إذا وجدت على أمثالها خطوط بعض من جمع بين الرواية والدراية وسماعاتهم فإنما ذلك للتوثق من نسبة الكتاب إلى مؤلفه حتى يتم الرد عليه كما فعل بكار بن قتيبة حين رد على المزني في المسائل الفرعية، وكان ابن حجر ينهى ان يروى عنه بعض ما تقدم من الكتب كما حكى ذلك السخاوي في (الاعلان بالتوبيخ) وهذا مما يدل على أن سماع مثله لمثل ما تقدم للتسجيل لا للتعويل بخلاف أمثال صاحب الترجمة قال الحافظ السخاوي في الاعلان بالتوبيخ: اما ما أسنده أبو الشيخ في كتاب السنة له من الكلام في حق بعض الأئمة المتبوعين وكذا ابن عدي في كامله والخطيب في تاريخ بغداد وآخرون ممن قبلهم كابن أبى شيبة في مصنفه والبخاري والنسائي مما كنت أنزههم عن ايراده مع كونهم مجتهدين ومقاصدهم جميلة فينبغي تجنب اقتفائهم فيه ولذا عزر بعض القضاة الاعلام من شيوخنا من نسب إليه التحديث ببعضه بل منعنا شيخنا حين سمعنا عليه كتاب ذم الكلام للهروي من الرواية عنه لما فيه من ذلك اه ومن العجب ان ترى خط الحافظ الجمال بن عبد الهادي الحنبلي على مثل جزء الدشتي المذكور وتسميعه لأهله وخاصته. وانما أفضنا في هذا البحث ليكون القارئ على بينة من أمر هؤلاء الحشوية المعادين لأهل السنة (الأشاعرة والماتريدية) حتى لا يغتر بالدعايات القائمة التي لا تنطوي الا على جهل فاضح عند أصحاب العقول السليمة والنظر الصحيح وقد استوفينا الكلام على ذلك في (تحذير الخلف عن مخازي أدعياء السلف).