لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٢٦٣
حافظة باهرة مع حظ من معرفة الرجال المتقدمين وغريب الحديث
على محمد بن كرام لكن لم يكن قيامه ضد تشبيهه وهما فيه سيان بل على مسألة الايمان، وليس هو صاحب المسند المشهور، وكان اللائق به عدم الولوج في هذه المضايق التي ليس هو من فرسانها حتى لا تزل قدمه وليس ينقذه من هذه الورطة ما يكيله لمناظريه من هجر القول من غير حجة ناهضة سامحه الله، وترى أيضا في جملة ما يسمعه صاحب الترجمة (كتاب اثبات الحد لله عز وجل وانه قاعد وجالس على عرشه) لأبي محمد محمود بن أبي القاسم بن بدران الدشتي واصفا له بالامام الحافظ أوحد زمانه سيد الحفاظ سيف السنة والمسلمين قامع المبتدعين ناصر الدين إلى غير ذلك من الأوصاف الضخمة الخداعة، وفيه عن الزاغوني وأبى يعلى وابن بطة وغيرهم من مجانين العقلاء نقول سخيفة يضحك منها عقلاء المجانين وفيه أيضا الأبيات المعزوة إلى الدارقطني من غير خجل ولا وجل بسند تالف آخرها:
ولا تنكروا انه قاعد * ولا تجحدوا انه يقعده والذهبي تصون عن ذكر هذا البيت في كتاب العلو مع ذكره بقية الأبيات (رواية عن شيخ وهو ابن سبع سنين بسند فيه شيخ أقر بالوضع ثم تاب وشيخ مغفل يلقن كما ذكرهما كذلك نفسه في الميزان) وابن القيم ترك التقية وسرد الأبيات كلها في بدائع الفوائد من غير سند، وسند الذهبي والدشتي متقاربان والدشتي أيضا ينقل في آخر كتابه - قاعدا تحت المثل السائر (رمتني بدائها وانسلت) - قول الرستمي بكل وقاحة؟
الأشعرية ضلال زنادقة * اخوان من عبد العزى مع اللات بربهم كفروا جهرا وقولهم * إذا تدبرته أسوى المقالات ينفون ما أثبتوا عودا لبدئهم * عقائد القوم من أوهى المحالات