لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٢٥٩
طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قراءة عليه وانا اسمع قال أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرخي قال أخبرنا القاضي الفقيه أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (1) الشافعي قال حدثنا أبو العباس
الطلب وأخذهم عنه هي جميع ما وقع، والوزير المذكور من أبعد الناس عن التعصب المذهبي فكم قرب الصالحين من علماء المذاهب وجعلهم يدرسون بمدرسته لا سيما الحنفية فإنه كان كبير التودد إليهم، وفي إفصاحه يسعى في تقريب شقة الخلاف بين الأئمة وجعل أقوال أحمد توافق قول أبي حنيفة حتى في مفرداته ولم تكن وجاهته عنده من جهة انه حنبلي بل من ناحية صلاحه وعلمه ومن حيث إن لجده أبي عبد الله محمد بن يحيى الزبيدي الحنفي الزاهد المشهور أيادي بيضاء نحو الوزير المذكور فإنه تربى في صغره عنده وأخذ النحو وعلوم الأدب عنه وورث رحابة الصدر ولين الجانب منه، وعرفانا بجميل جده كان هو وأخوه في أعلى مكانة عند الوزير، وابن طولون نفسه ممن كان يدرس في العمرية الحنبلية على تصلبه في المذهب الحنفي كما يشهد بذلك مؤلفاته، وقد أشرنا إلى بعض ما تقدم في (تذهيب التاج اللجيني في ترجمة البدر العيني)، هذا وللحسين ابن المبارك الزبيدي عدة مؤلفات في الفقه واللغة والقراءات منها البلغة في الفقه وكان عالما بفقه المذاهب على اتساعه في الرواية والحديث. توفي في الثالث والعشرين من صفر سنة 631 ودفن بمقبرة جامع المنصور ببغداد و (التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح) ليس له وان نسب إليه في النسخ المطبوعة وانما هو لزبيدي آخر وهو محدث البلاد اليمنية الشيخ أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرحبي الزبيدي الحنفي المتوفي سنة 893 وهو من بيت علم بزبيد وله مؤلفات ممتعة وهو من مشايخ ابن الديبع، وشرجة بالفتح موضع بنواحي مكة واصلهم من هناك.
(1) كان في الأصل (الحميدي) فصححه الأستاذ العلامة المسند السيد احمد