كان كتابنا وباحثونا وعلماؤنا ومؤلفونا يشيرون إليها، ويستندون عليها دون أن يملكوا شيئا منها.
أقول: لقد جاب (قدس سره) تلكم البلدان، والتقط من تلكم الخزائن الجواهر الثمينة الشئ الكثير، لاستنساخها بيده الشريفة، وتصوير الكثير منها على الورق الحساس " المايكروفيلم " وطبع أفلامها على الورق، ثم جلد تلكم الأوراق، حتى أصبحت كتابا يحاكي النسخة الأصلية، وجلبها إلى مكتبته العامة، وجعلها في متناول أيدي المحققين، والباحثين، والكتاب، والدارسين، والتي كانت المكتبات الشيعية - لا سيما في النجف الأشرف - تفتقر إليها.
ولقد حصل لي الشرف - آنذاك - إذ كنت من المساهمين في تأسيسها، ومن المتولين عليها.
وبهذه المناسبة، بودي أن أذكر لك عزيزي القارئ سبب إقدامي على تصوير تلك الكتب والمصادر، وقد ذكر ذلك نجله العلامة حجة الإسلام الشيخ رضا الأميني بكلمته الرائعة التي سوف نذكرها فيما بعد.
ما أعظمك أيها الأميني، وما عساني أن أقول فيك!!، وقد عجز القلم عن وصف صفاتك الحميدة، ومزاياك المجيدة، وفضائلك المشهودة.
قضى الأميني عمره المديد المبارك في خدمة الإسلام، وتثبيت دعائم الدين، والولاء للرسول العظيم وعلي أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
إلى هنا اكتفي بهذا القدر من هذه المقدمة لأدخل في صلب البحث وأترجم بعضا من معالم شخصية العلامة الأميني الفذة سائلا المولى القدير أن يتغمده برحمته الواسعة ويحشره مع من تولى من النبي وأهل بيته الطاهرين - صلوات الله عليهم أجمعين - وان يرزقنا شفاعتهم، فإنه أرحم الراحمين.
حسين الشاكري