الثالث: كلام العلامة في الخلاصة (1)، مع استفادة نوع اتحاد من كلامي النجاشي والشيخ، والظاهر أنه مستند كافة من تأخر عنه، مثل: الشهيد الثاني، والمقدس، وصاحب المدارك، والذخيرة، والمعراج والنقد (2)، وفساده يظهر مما مر.
ومستند القول بالتعدد: الأخذ بظاهر كل من كلامي النجاشي والشيخ، فإنه لا ريب في ظهورهما في التعدد، وعدم ذكر كل منهما ما ذكره الآخر لا ينافي وجوده، كما ذكر الفاضل العناية: (من أن غاية الأمر، نسيان ذكر ابن الصيرفي أصالة في الفهرست لا تبعا، فإنه ذكره في ترجمة غياث بن كلوب، منه، وهذا منه كثير كما يظهر بالتتبع) (3).
وأما ابن الساباطي، فالظاهر، وأزيد منه، أن النجاشي رحمه الله لم يتعرض له عمدا وقصدا، لما يظهر من خطبة كتابه، فانظر على أنه يجوز نسيان ذكره فيه، كيف لا! وقد نسي الحسن بن محبوب الجليل، مع أنه وكتاب مشيخته معلوم، حاضر، ظاهر عنده، كما يظهر من ترجمة جعفر بن بشير (4) وغيره.
والشيخ الطوسي قدس سره لما عرف أنه ليس من رواة أحد من الأئمة عليهم السلام ما ذكره في رجال أحد من الأئمة عليهم السلام من كتاب رجاله ونسي ذكره في باب (من لم يرو عنهم عليهم السلام) منه، وليس هذا أول قارورة كسرت في الإسلام، وحيث كان وضع كتاب الفهرست لذكر أمثاله ذكره أصالة.