الثالث: في (بندفر) وهو على ما ذكره جماعة كالسيد الداماد في الرواشح (1) وجدنا السيد العلامة رحمه الله في بعض رسائله، والفاضل الشهشهاني في غاية القصوى. إما بفتح الباء الموحدة وسكون النون والدال المهملة أخيرا، بمعنى العلم الكبير على ما صرح به في القاموس (2) وجمعه بنود، وفي الصحاح: (البند العلم الكبير، فارسي معرب، قال الشاعر: وأسيافنا تحت البنود الصواعق) (3).
و (فر القوم) بفتح الفاء وضمها وتشديد الراء خيارهم ووجههم، فالتركيب إما إضافي أو مزجي، وعلى الوجهين مفاد التركيب: علم كبير لخيار القوم، منهم.
والأول أبلغ في المدح، وأيا منهما كان، يظهر منه الوثاقة، إذ بعيد غاية البعد أن يصف الرجل بكونه علما كبيرا لخيار أهل الشريعة، أو منهم، ولم يكن ثقة، بل وناهيك في ذلك الجزء الثاني، فكيف بانضمام الأول، فإن المراد بوجه