وفي رجال النجاشي: محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد الدار بن الريان بن قطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن علة بن خلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان شيخنا وأستاذنا، وفضله أظهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم، وله كتب ثم ساق كتبه وسنذكره انشاء الله، إلى أن قال: مات ليلة الجمعة إلى آخر ما تقدم نقله عن العلامة في الخلاصة (1).
وذكره الشيخ في الفهرست، وقال بعد الثناء عليه: ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشر وأربعمائة، وكان وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والمؤالف (2) انتهى.
وذكر الشيخ ورام بن أبي فراس في كتابه على ما هو المحكي عنه: ان الشيخ المفيد كان من أهل عكبرا، ثم انحدر وهو صبي مع أبيه إلى، بغداد، واشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبد الله المعروف بجعل، وكان منزله في درب رياح من بغداد، وبعد ذلك اشتغل بالدرس عند أبي ياسر في باب خراسان من البلدة المذكورة.
ولما كان أبو ياسر المذكور عجز عن البحث معه والخروج عن عهدته أشار إليه بالمضي إلى علي بن عيسى الرماني الذي هو من أعاظم علماء الكلام، فقال الشيخ: اني لا أعرفه ولا أجد أحدا يدلني عليه، فأرسل أبو ياسر معه بعض تلامذته وأصحابه، فلما دخل وكان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء، جلس الشيخ في صف النعال وبقي يتدرج للقرب كلما خلا المجلس شيئا فشيئا لاستفادة بعض المسائل من