منا ألوف الأوراق التي استنفدت سنين من أحسن أيام الشباب، وبذلنا في سبيل الحصول عليها فور البصر وزهرة الحياة...
وكان من جملة ما تلف منا، ما جمعناه حول " الامل " وتتماته وما كتبناه بهذا الصدد.
وفى قم - حينما وجدنا بعض الاستقرار - بدأنا بالاعمال من جديد، وكان من التوفيقات الإلهية أن أخرجنا في العام الماضي قسما من كتاب " تكملة أمل الآمل " لآية الله البحاثة المغفور له السيد حسن الصدر الكاظمي، وهو القسم الخاص بالعاملين منه، على أمل أن نعثر في المستقبل بالقسم الذي وضع لتراجم علماء غير العامليين فنطبعه.
والكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم، ثاني الكتب التي كتبت ذيلا على الامل، وهو التتمة التي ألفها الشيخ الجليل الشيخ عبد النبي القزويني من أعلام أواخر القرن الثالث عشر الهجري.
وهذا الكتاب غنى عن التعريف والإشادة به، إذ أصبح من المصادر التي اعتنى بها المؤلفون في التراجم والرجال، فأخذوا منه مواد كثيرة في مؤلفاتهم، وعلى رأسهم السيد الأمين في موسوعته " أعيان الشيعة " والشيخ آغا بزرك الطهراني في كتاب " اعلام الشيعة " والميرزا محمد على الكشميري في " نجوم السماء ".
العمل في تحقيق وطبع هذا الكتاب يقطع مراحله ونحن نعيش في المخابئ وننتظر الموت في كل حين بسبب الغارات الجوية التي تشن على مدينة قم وبقية مدن إيران بين حين وآخر بالطائرات الحربية العراقية وقصف القنابل المزهقة للأرواح والمبددة للأشلاء.