[27] آقا محمد باقر بن أكمل الدين محمد الأصبهاني البهباني الحائري فقيه العصر فريد الدهر وحيد الزمان صدر فضلاء الزمان صاحب الفكر العميق والذهن الدقيق صرف عمره في اقتناء العلوم واكتساب المعارف والدقائق وتكميل النفس بالعلم بالحقائق فحباه الله باستعداده علوما لم يسبقه أحد فيها من المتقدمين ولا يلحقه أحد من المتأخرين الا بالأخذ منه ورزقه (1) من العلوم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت لدقتها ورقتها ووقوعها موقعها فصار اليوم إماما في العلم وركنا للدين وشمسا لإزالة ظلم الجهالة وبدرا لإزاحة دياجير البطالة فاستنارت الطلبة (2) بعلومه واستضاء الطالبون بفهومه واستطارت فتاواه كشعاع الشمس في الاشراق مد الله ظلاله على العالمين وأمدهم بجود وجوده إلى يوم الدين.
ومن زهده في الدنيا أنه دام ظله اختار السدد السنية والأعتاب العلية فجعل مجاورتها له أقر من رقدة الوسنان وأثلج من شربة الظمآن وأذهب للجوع من رغفة الجوعان فصير ترابها ذرورا لباصرته (3) وماءها المملح الزعاق أحلى من السكر لذائقته، وهمهمة (4) الزوار مقوية لسمامعته ورمالها وجنادلها مفرشا لينا للامسته ورياح أعراق الزائرين غالبة لشامته. مع أنه لو أراد عراق العجم