(136) مولانا محمد شفيع الخراساني المشهور بالخيال 1) فاضل عزيز مثيله بين العلماء، وعالم قل بديله بين الفضلاء، فارس مضمار التحقيق، وراكب مطية التدقيق، علم لا يرتقى إلى ذروته، وبحر فضل لا يبلغ إلى ساحته.
حقق المسائل العويصة وبين الدلائل العميقة، ورفع الشبهات الصعبة ودفع الاشكالات المستصعبة، وبذلك برأ القلوب مما يرد عليها من الخيالات العريضة كلماته إشارات إلى الشفاء عن أمراض الجهالة، وأقواله تنبيهات إلى النجاة عن الضلالة، أفكاره مجردة عن الغواشي وأنظاره مبرأة عن الحوشي (2.
من وقف على تحقيقاته كان ثابت القدم في مواقف التحقيق، ومن اطلع على تدقيقاته اهتدى إلى مقاصد التدقيق. ملح تقريره تلمح إلى طوالع الأنوار، ولمح تحريره تشير إلى مطالع الأنظار، الحواشي القديمة تبينت مبهماتها بأفكاره الجديدة ومعلقات سرائرها انفتحت بأنظاره الحديدة.
وبالجملة هو من أعاظم الأفاضل، ومن أفاخم الأماثل، ومن أكمل العلماء الراسخين، ومن أثبت الحكماء المحققين. لو رآه الأقدمون لتفاخروا به، ولو أبصروه لتكاثروا به.