[18] الحاج إسماعيل الأصفهاني الخاتون آبادي من أعاظم العلماء وأكابر الفقهاء وهو وان صادفت زمانه وأدركت أوانه لكن ما حصل لي التشرف بخدمته والقيام له في سدته لكن رأيت المشايخ والعلماء يثنون عليه كثيرا ويمدحونه مدحا خطيرا ويصفونه بالتحقيق المتين والتدقيق الرزين حتى سمعت أنه كان فائقا في الموسيقى الذي هو أشكل العلوم وأصعب الفنون وكان يدرس موسيقى الشفاء في المسجد الجامع السلطاني بحيث كان مالكا له.
وحكي لي من همته في اقتناء العلوم واهتمامه في التحصيل أنه قرأ شرح المطالع بتمامه مع متعلقاته عند الأستاذ في سبع عشرة سنة.
ومع ذلك كان رحمه الله في كمال الزهادة وشدة التقوى وكان يلبس الخشن ويأكل الجشب وكان له أموال كثيرة أخرجها عن ملكه ووهبها أخاه وشرط معه أن يضيف الأيام والليالي المباركة من كل سنة العلماء والزهاد والفقراء ضيافات خطيرة ويطعمهم المأكولات الشهية.
وحكي لي أنه جاء إليه سلطان أشرف القليجائي وكان له كمال البسطة والتسلط زائرا إياه فلم يقم إليه وجلس أسفل منه فمكث ساعة ثم