(39) مير محمد تقي بن معز الدين محمد الرضوي المشهور بالشاهى كان من أعاظم السالكين وأكابر العارفين وأفاخم المتألهين وأعالي المتولهين.
ارتاض في بدء حاله وبلغ فيها النهاية، وأتعب نفسه لما هو منتهى مقصده ووصل إلى الغاية وارتوى من عذب اليقين وأترع من فيض المعين وارتقى إلى منتهى درجات الايقان، وانتهى إلى أعلى مراتب العرفان.
تبركت برؤيته وأدخلت نفسي في سدنته.
ومن جملة ما شاهدت منه قدس سره: أنه - مع ما كان حاله مع الملوك كما سنذكره - كان يدخل في عمار الناس من غير أن يرى لنفسه مزية عليهم.
ومنها: أنه إذا كان يدخل في الروضة المقدسة الرضوية كأنه قالب بلا روح أو صورة منتقشة في حائط.
ومنها: أنه لم يتصنع لأحد من التاجرين وان كان ذا شوكة عظيمة وصولة فخيمة كالنادر وأخيه وكانوا يتحملون منه ما هو من المناعة والارتفاع عليهم.
ومما نقل عنه بنقل الثقات أنه كان في التولي لأولياء الله والتبري عن أعداء الله في مرتبة لم يكن لأحد مثله ولا يضاهيه ولا يماثله في ذلك أحد من أهل العلم وغيرهم.
ومنه: أنه أراد الحج ولم يكن له إلا فلوس معدودة فذهب وعاد ومعه أربعون شخصا كان نفقتهم عليه زادا وراحلة.