أحاط بكل فن من الفنون مقرونا بكمال التحقيق وملك ملكة كل علم من العلوم مع تمام التدقيق دقائقه هي حوراء 1) حسان لم يطمثهن انس ولا جان، وحقائق حققها أتقن من كل شئ كقصور الجنان خلقها الله بيمينه ذو القدرة والسلطان جل قدره من أن يوازيه واحد من ذوي الأفضال وارتفع شأنه من أن يضاهيه أحد من أرباب الكمال.
وهو مع فضله الكامل المتين كان دائما طالبا لمرضاة رب العالمين ذلك هو الفضل المبين.
سمعت السيد السند الأستاذ أمير محمد صالح الحسيني طيب الله مثواه أنه كان يجلس في مجلس درسه كل يوم زهاء مائتين أو ثلاثمائة متعلم من طلبة أصبهان أو غيره من الآفاق يفتح كل منهم الكتاب واصل صوته إليهم وينتفعون به وكان (له) 2) تقرير فائق وتعبير رائق وكان يدرس شرح اللمعة وشرح الإشارات وكان الأستاد من تلامذته وله تلامذة فضلاء علماء غيره كثيرون.
وكان ديدنه في اجتناب النجاسات وازالتها مباينا لدأب أخيه آقا جمال الدين محمد 3) قال وكان جالسا يوما مع أخيه فرعف فطلب في المجلس طستا وإبريقا وغسل يديه وأنفه هناك وأخوه معرض عنه وناظر إلى جانب آخر ولم ينظر إليه 4).