كان هناك رجلان لا يذعنان له كمال الاذعان بل يرعوان عنه تارة بالقلب وأخرى باللسان: أحدهما يقال له مير محمد مؤمن (وكان فاضلا فحلا) 1)، وثانيهما 2)، يقال له الحاج محمد رضا وكان عالما جزلا ومن انصافه رحمه الله في حقهما أن قال: أما مير محمد 3) فأنا أبغضه لأنه ليس غرضه الا التكالب والتحاسد كما هو مقتضى حب الدنيا الذي هو من أعظم المفاسد وليس غرضه أمر الدين واحكام الدين المتين، وأما الحاج محمد رضا فأنا أحبه لأن اهتمامه لإقامة الدين وتقويم أمر المؤمنين، لكنه غرط في أمر آخر وهو توهمه أن أمري على خلاف الحق بل هو باطل حقه أن يبرهن وكان الأمر فيهما كما قاله " ره ".
وبالجملة بقي في قزوين عامين فصار بتوجهه كالجنة فاستقام الدين والدنيا فيهما بحيث لا يضر أحد أحدا لا من شياطين الانس ولا من الجنة فتوفي رحمه الله في زمان يبينه هذان البيتان:
الفيض على قبر خليل ممطال * في ليلة مبعث النبي المفضال الظهر لعام فقده تاريخ * إذ زال به شمس سماء الأفضال 4) وكان رحمه الله مع ما ذكر من خلال الفضل وخصال الكمال زاهدا عابدا متقيا في كمال الاخلاص بالأئمة الطاهرين المعصومين عليهم السلام ومقبولا مطبوعا نحن إليه القلوب وتئن من فقده كما يئن من فقد المحبوب.