تتميم أمل الآمل - الشيخ عبد النبي القزويني - الصفحة ١٤٤
وبالجملة هو من الأعاظم الأفاخم وقد تحقق عندنا أن بعد وفاة المرحوم آقا جمال الدين " ره " كان هو ممن يشار إليه بالبنان ويرجع إليه بين الأعيان إلى أن حصل الداهية العظمى 1) ووقعت الطامة الكبرى وهي المحاصرة المحمودية فخربت أصبهان بل تمام إيران ويحق أن يقال في حقها:
صبا دامن كشان بروى گذر كرد * أساس كلبه‌اش زير وزبر كرد چنان زد بر بساطش پشت پائى * كه هر خاشاك آن افكند جائى وفي أواخر المحاصرة نجاه الله تعالى، فخرج من أصبهان إلى قزوين 2) فتلقاه العلماء بالقبول بل جميع أهل العقول، فحصل له جاه أمنع مما يكون ومنصب أجل من أن يصفه الواصفون فصار مطاعا يطيعه الجل وسيدا ينحو نحوه الجزء والكل ونفذت أوامره كنفوذ السنان فخدمه الناس والأركان.
وكان شرب الخمر قبل وروده أشيع من الماء وغيره من القبائح أكثر من أن يذكر بالتقرير والأداء فأم ر بإزاحة ذلك فأزيح وأزيل ونهى عن مزاولته فلم يبق شئ منه لا كثير ولا قليل.
وبالجملة كان الأمر أمره حتى استقر الحق مقره فاستفاد العلماء منه وأوقع التدريس فبان نفس الأمر من غير تنفيع 3) ولا تلبيس.

(1) في ر " السانحة العظمى ".
(2) في هامش ر: أخبر السيد الأستاذ عنه رحمه الله أنه حاول ختم دعاء " يا من تحل به عقد المكاره " على طريقة تنسب إلى مولانا أبى محمد العسكري عليه السلام فعمله. قال: ولما كانت الليلة العاشرة تحقق خروجي من أصبهان عند تمام الختم " منه ".
(3) في النسختين بلا نقاط في الحروف.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست