محكم متقن، ونظره غائر مستحسن.
برع في الفضل وفاق على جملة العلماء الحذاق في جميع الأدوار والآفاق فنسخ بشمول 1) فضله أفكار الأولين وصار قدوة لأهل العلم من المتأخرين.
لو كان ابن سينا موجودا ورأى درسه لكتبه فافتخر على رمة الحكماء ورآه المحقق الطوسي لدام مثنيا عليه كل الثناء لو شبهته بالشمس لكنت قاصرا إذ هي تنير سطوح الأجسام وهو ينير الظهر والبطن ولو مثلته بالبدر لكنت حاسرا إذ هو بعد ازدياده يأخذ بالانتقاص وهو انما يزداد في السر والعلن فلم يعثر الزمان له في مسحه ايار الفضل من مساجل 2) ولم ير أحد من فرسان ميادين البراعة الا وهو عنده مراجل والقلم واللسان يعجزان عن نعته وحقيقة حاله إذ هو أجل من أن يوصف بكنه فضله وكماله.
كان رحمه الله تلميذا للفاضل العلامة آقا رضا 3) بن آقا حسين الخونساري رحمهما الله فلما توفي أراد أن يتدرس عند أخيه الأفضل الأعلم آقا جمال الدين فلما قرأ يوما أو يومين قال له: أنت بلغت كمال الفضل لا ينبغي لك أن تندرس بل ينبغي أن تدرس.
وسمعت بعض أهل العلم يقول كان صاحب الترجمة في بيت يدرس لبعض الكتب الكبار فجاء العلامة الفاضل الذي لم يوجد له مماثل مولانا محمد شفيع الخراساني رحمه الله فجلس عقب البيت بحيث لم يره وهو لا يراه يسمع مدارسته فلما خلا المجلس وذهب التلامذة دخل البيت وأخذ في الثناء عليه ومدحه وتقريظه بما لا نهاية أو ما يؤدي مثل هذا المعنى.