أنه قاله (1) قياسا، ولو علموا (2) بذلك، لأنكروه (3)، غير أنهم لم يعلموا، فأحسنوا الظن بالقائل، وظنوا أنه لم يقل إلا عن نص أو طريق مخالف للقياس. وليس يجب أن يكون وجه قول كل واحد منهم على التفصيل (4) معلوما للجماعة، ومتى ادعوا ذلك، طالبناهم بالدليل على صحته، فإنهم لا يجدونه.
وأنهم متى قالوا في هذه الأخبار التي رويناها في إنكارهم القياس: إنها أخبار آحاد (5) لا توجب علما (6). قلنا: ولا أخباركم في إثبات القياس توجب علما على ما تقدم بيانه، ومعارضة ما (7) ليس بمعلوم (8) بما ليس بمعلوم صحيحة (9). ولهذه الاخبار التي رويناها ظواهر في نفي القياس، وتصريح بذمه، وليس للاخبار التي رووها ظاهر (10) في إثبات القياس، ولا تصريح بأنهم استعملوه.
ويمكن في الطعن على طريقتهم هذه التي تكلمنا عليها وجه