عيينة بن عكرمة بن أبي جهل قد خرج عليه في خمسمائة فقال لخالد بن الوليد يا خالد هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل فقال خالد أنا سيف الله وسيف رسوله فيومئذ سمى سيف الله يا رسول الله ارم بي أين شئت فبعثه على خيل فلقيه عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثانية حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثالثة فهزمه حتى أدخله حيطان مكة فأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم الآية قال فكف الله النبي عنهم من بعد أن أظفره عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها كراهية ان تطأهم الخيل * قوله تعالى (والهدى معكوفا) الآية * أخرج ابن المنذر عن الضحاك وسعيد بن جبير والهدى معكوفا قال محبوسا * وأخرج أحمد والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نحروا يوم الحديبية سبعين بدنة فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها * وأخرج الطبراني عن مالك بن ربيعة السلولي رضي الله عنه انه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الشجرة ويوم رد الهدى معكوفا قبل أن يبلغ محله وأن رجلا من المشركين قال يا محمد ما يحملك على أن تدخل هؤلاء علينا ونحن كارهون فقال هؤلاء خير منك ومن أجدادك يؤمنون بالله واليوم الآخر والذي نفسي بيده لقد رضي الله عنهم * قوله تعالى (ولولا رجال مؤمنون) الآية * أخرج الحسن بن سفيان وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن قانع والباوردي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم بسند جيد عن أبي جمعة حنيبذ بن سبيع قال قاتلت النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا وقاتلت معه آخر النهار مسلما فينا نزلت ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات وكنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم قال حين ردوا النبي صلى الله عليه وسلم ان تطؤوهم بقتلهم إياهم لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما يقول لو تزيل الكفار من المؤمنين لعذبهم الله عذابا أليما بقتلهم إياهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولولا رجال مؤمنون قال دفع الله عن المشركين يوم الحديبية بأناس من المؤمنين كانوا بين أظهرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال هم أناس كانوا بمكة تكلموا بالاسلام كره الله أن يؤذوا وأن يوطؤا حين رد محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم الحديبية فتصيب المسلمين منهم معرة يقول ذنب بغير علم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد فتصيبكم منهم معرة بغير علم قال اثم لو تزيلوا قال لو تفرقوا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما قال هو القتل والسبي * وأخرج ابن جرير عن قتادة الله عنه لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا عذابا أليما قال إن الله عز وجل يدفع بالمؤمنين عن الكفار * قوله تعالى (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سهل بن حنيف انه قال يوم صفين اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية نرجئ الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين ولو ترى قتالا لقاتلنا فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب انى رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فلم نعطى الدنية في ديننا قال يا ابن الخطاب انه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر رضي الله عنه فاقرأه إياها قال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم * وأخرج النسائي والحاكم وصححه من طريق أبى إدريس عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه كان يقرأ إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فأنزل الله سكينته على رسوله فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه فبعث إليه فدخل عليه فدعا ناسا من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال من يقرأ منكم سورة الفتح فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر فقال أبى أأتكلم قال تكلم فقال لقد علمت أنى كنت أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرئني وأنت بالباب فان أحببت ان أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت والا لم أقرئ حرفا ما حييت قال بل أقرئ الناس * وأخرج ابن
(٧٩)