قال عملت لهم الدنيا سناها وخيرها وغيبت عنهم الآخرة * قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال ناعمة * وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال يعنى حسنها إلى ربها ناظرة قال نظرت إلى الخالق * وأخرج ابن المنذر والآجري عن محمد بن كعب القرظي في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي عن مجاهد وجوه يومئذ ناضرة قال مسرورة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح وجوه يومئذ ناضرة قال بهجة لما هي فيه من النعمة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وجوه يومئذ ناضرة قال النضارة لبياض والصفاء إلى ربها ناظرة قال ناظرة إلى وجه الله * وأخرج ابن المنذر والآجري واللالكائي والبيهقي عن عكرمة وجوه يومئذ ناضرة قال ناضرة من النعيم إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى الله نظرا * وأخرج الدارقطني والآجري واللالكائي والبيهقي عن الحسن في الآية قال النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره * وأخرج ابن جرير عن الحسن وجوه يومئذ ناضرة يقول حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى الخالق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال مسرورة إلى ربها ناظرة قال انظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه ان لو جعل نورا أعين جميع خلق الله من الإنس والجن والدواب وكل شئ خلق الله فجعل نورا عينهم في عيني عبد من عباده ثم كشف عن الشمس سترا واحدا ودونها سبعون سترا ما قدر على أن ينظر إلى الشمس والشمس جزء من سبعين جزأ من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزأ من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزأ من نور الستر قال عكرمة انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه ان نظر إلى وجه الرب الكريم عيانا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى وجه ربها * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أدنى أهل الجنة منزلا لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناضرة قال البياض والصفاء إلى ربها ناظرة قال تنظر كل يوم في وجه الله * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدار قطني في الرؤية والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك يحب مع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب جسر جهنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفيه كلاليب مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها الا الله فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد ان لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بآثار السجود فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار فيقول يا رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فاصرف وجهي عن النار فلا يزال يدعو الله فيقول لعلى ان أعطيتك ذلك تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسالك غيره فيصرف وجهه عن النار ثم يقول بعد ذلك يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول أليس قد زعمت لا تسألني غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك
(٢٩٠)