بمكة ومعي طلق بن حبيب وكنا نرى رأى الخوارج فبلغنا ان جابر بن عبد الله يقول في الشفاعة فأتيناه فقلنا له بلغنا عنك في الشفاعة قول الله مخالف لك فيها في كتابه فنظر في وجوهنا فقال من أهل العراق أنتم قلنا نعم فتبسم وقال وأين تجدون في كتاب الله قلت حيث يقول ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته ويريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها وكلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها وأشباه هذا من القرآن فقال أنتم أعلم بكتاب لله أم أنا قلنا بل أنت أعلم به منا قال فوالله لقد شهدت تنزيل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين ولقد سمعت تأويله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الشفاعة لنبيه في كتاب الله قال في السورة التي تذكر فيها المدثر ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين الآية الا ترون انها حلت لمن مات لم يشرك بالله شيئا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله خلق خلقا ولم يستعن على ذلك ولم يشاور فيه أحدا فادخل من شاء الجنة برحمته وأدخل من شاء النار ثم إن الله تحنن على الموحدين فبعث الملك من قبله بماء ونور فدخل النار فنضح فلم يصب الا من شاء ولم يصب الا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئا فأخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم رجع إلى ربه فأمده بماء ونور ثم دخل فنضح فلم يصب الا من شاء الله ثم لم يصب الا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئا فأخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم أذن الله للشفعاء فشفعوا لهم فأدخلهم الله الجنة برحمته وشفاعة الشافعين * وأخرج البيهقي في البعث عن ابن مسعود قال يعذب الله قوما من أهل الايمان ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يبقى الا من ذكر الله ما سلككم في سقر إلى قوله شفاعة الشافعين * قوله تعالى (فما لهم عن التذكرة معرضين) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فما لهم عن التذكرة معرضين قال عن القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ كأنهم حمر مثقلة مستنفرة بخفض الفاء * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الحسن وأبى رجاء انهما قرآ مستنفرة يعنى بنصب الفاء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري في قوله فرت من قسورة قال هم الرماة رجال القنص * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال القسورة الرجال الرماة رجال القنص * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي جمرة قال قلت لابن عباس قال القسورة الأسد فقال ما أعلمه بلغة أحد من العرب الا سدهم عصبة الرجال * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قال وحشية فرت من رماتها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير فرت من قسورة قال القناص * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فرت من قسورة قال القناص الرماة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك قال القسورة الرماة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال القسورة النبل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس من قسورة قال من حبال الصيادين * وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وعبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس من قسورة قال هو ركز الناس يعنى أصواتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من قسورة قال هم بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة قسورة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة في قوله فرت من قسورة قال الأسد * قوله تعالى (بل يريد) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن السدى عن أبي صالح قال قالوا ان كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنته من النار فنزلت بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة قال إلى فلان بن فلان من رب العالمين يصبح عند رأس كل رجل صحيفة موضوعة يقرؤها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة قال قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم ان سرك ان نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يأمرنا باتباعك وفي قوله كلا بل لا يخافون الآخرة قال ذلك الذي أضحك بالقوم وأفسدهم انهم كانوا لا يخافون الآخرة ولا يصدقون بها وفي قوله كلا انها تذكرة قال هذا القرآن وفي قوله هو أهل التقوى وأهل المغفرة قال إن ربنا محقوق ان تتقى محارمه وهو أهل ان يغفر الذنوب الكثيرة لعباده * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضى
(٢٨٦)