الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ٢٠٦
كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمر وعلى قضية المدة يوم الحديبية كان مما اشترط سهيل ان لا يأتيك منا أحد وان كان على دينك الا رددته إلينا فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جندل بن سهيل ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من الرجال الا رده في تلك المدة وان كان مسلما ثم جاء المؤمنات مهاجرات وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرجعها إليهم حتى أنزل الله في المؤمنات ما أنزل * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الله بن أبي أحمد رضي الله عنه قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة فخرج أخواها عمارة والوليد حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلماه في أم كلثوم ان يردها إليهما فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء ومنعهن ان يرددن إلى المشركين وأنزل الله آية الامتحان * وأخرج ابن دريد في أماليه حدثنا أبو الفضل الرياشي عن ابن أبي رجاء عن الواقدي قال فخرجت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بآيات نزلت فيها قالت فكنت أول من هاجر إلى المدينة فلما قدمت قدم أخي الوليد على فنسخ الله العقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين في شأني ونزلت فلا ترجعوهن إلى الكفار ثم أنكحني النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فقلت أتزوجني بمولاك فأنزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم ثم قتل زيد فأرسل إلى الزبير أحبسني على نفسك قلت نعم فنزلت ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء * وأخرج ابن سعد عن ابن شهاب رضي الله عنه قال كان المشركون قد شرطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ان من جاء من قبلنا وان كان على دينك رددته إلينا ومن جاءنا من قبلك لم تردده إليك فكان يرد إليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه فلما جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مهاجرة جاء أخواها يريد ان يخرجاها ويرداها إليهم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية إلى قوله وليسألوا ما أنفقوا قال هو الصداق وان فاتكم شئ من أزواجكم الآية قال هي المرأة تسلم فيرد المسلمون صداقها إلى الكفار وما طلق المسلمون من نساء الكفار عندهم فعليهم ان يردوا صداقهن إلى المسلمين فان أمسكوا صداقا من صداق المسلمين مما فارقوا من نساء الكفار أمسك المسلمون صداق المسلمات اللاتي جئن من قبلهم * وأخرج ابن إسحاق وابن سعد وابن المنذر عن عروة بن الزبير رضي الله عنه انه سئل عن هذه الآية فكتب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صالح قريشا يوم الحديبية على أن يرد على قريش من جاء فلما هاجر النساء أبى الله ان يرددن إلى المشركين إذا هن امتحن بمحنة الاسلام فعرفوا أنهن انما جئن رغبة فيهن وأمر يرد صداقهن إليهم إذا حبس عنهم وانهم يردوا على المسلمين صدقات من حبسوا عنهم من نسائهم ثم قال ذلك حكم الله يحكم بينكم فامسك رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء ورد الرجال ولولا الذي حكم الله به من هذا الحكم رد النساء كما رد الرجال ولولا الهدنة والعهد أمسك النساء ولم يرد لهن صداقا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن قال سلوهن ما جاء بهن فان كان جاء بهن غضب على أزواجهن أو غيرة أو سخط ولم يؤمن فارجعوهن إلى أزواجهن وان كن مؤمنات بالله فامسكوهن وآتوهن أجورهن من صدقتهن وانكحوهن ان شئتم وأصدقوهن وفي قوله ولا تمسكوا بعصم الكوافر قال أمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بطلاق نساء هن كوافر بمكة قعدن مع الكفار واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا قال ما ذهب من أزواج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الكفار فليعطهم الكفار صدقاتهن وليمسكوهن وما ذهب من أزواج الكفار إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كمثل ذلك هذا في صلح كان بين قريش وبين محمد صلى الله عليه وسلم وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار الذين ليس بينكم وبينهم عهد فعاقبتم أصبتم مغنما من قريش أو غيرهم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا صدقاتهن عوضا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال خرجت امرأة مهاجرة إلى المدينة فقيل لها ما أخرجك بغضك لزوجك أم أردت الله ورسوله قالت بل الله ورسوله فأنزل الله فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار فان تزوجها رجل من المسلمين فليرد إلى زوجها الأول ما أنفق عليها * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة شورى 2
2 سورة حم الزخرف 13
3 سورة حم الدخان 24
4 سورة الجاثية 34
5 سورة الأحقاف 37
6 سورة القتال 46
7 سورة الفتح 67
8 سورة الحجرات 83
9 سورة ق 101
10 سورة الذاريات 111
11 سورة الطور 116
12 سورة النجم 121
13 سورة القمر 132
14 سورة الرحمن 139
15 سورة الواقعة 153
16 سورة الحديد 170
17 سورة المجادلة 179
18 سورة الحشر 187
19 سورة الممتحنة 202
20 سورة الصف 212
21 سورة الجمعة 214
22 سورة المنافقون 222
23 سورة التغابن 227
24 سورة الطلاق 229
25 سورة التحريم 239
26 سورة الملك 246
27 سورة ن والقلم 249
28 سورة الحاقة 258
29 سورة سأل سائل 263
30 سورة نوح عليه السلام 267
31 سورة الجن 270
32 سورة المزمل 276
33 سورة المدثر 280
34 سورة القيامة 287
35 سورة الانسان 296
36 سورة المرسلات 302
37 سورة عم يتساءلون 305
38 سورة النازعات 310
39 سورة عبس 314
40 سورة التكوير 317
41 سورة الانفطار 322
42 سورة التطفيف 323
43 سورة الانشقاق 328
44 سورة البروج 331
45 سورة الطارق 335
46 سورة الاعلى 337
47 سورة الغاشية 342
48 سورة الفجر 344
49 سورة البلد 351
50 سورة الشمس 355
51 سورة الليل 357
52 سورة الضحى 360
53 سورة الانشراح 363
54 سورة التين 365
55 سورة اقراء 368
56 سورة القدر 370
57 سورة لم يكن الذين كفروا 377
58 سورة الزلزلة 379
59 سورة العاديات 383
60 سورة القارعة 385
61 سورة التكاثر 386
62 سورة العصر 391
63 سورة الهمزة 392
64 سورة الفيل 394
65 سورة قريش 396
66 سورة الماعون 399
67 سورة الكوثر 401
68 سورة الكافرون 404
69 سورة النصر 406
70 سورة أبى لهب 408
71 سورة الاخلاص 409
72 سورة الفلق 416
73 سورة الناس 420