الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ٢٠٣
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن علي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فائتوني به فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا اخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب قلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا حاطب قال لا تعجل على يا رسول الله انى كنت امرأ ملصقا من قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم ان اصطنع إليهم بدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق فقال عمر دعني يا رسول الله فاضرب عنقه فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ونزلت فيه يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر من طريق الحارث عن علي قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأتي مكة أسر إلى ناس من أصحابه انه يريد الدخول إلى مكة منهم حاطب بن أبي بلتعة وأفشى في الناس انه يريد خيبر فكتب حاطب إلى أهل مكة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثني انا ومن معي فقال ائتوا روضة خاخ فذكر له ما تقدم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم الآية * وأخرج ابن المنذر من طريق قتادة وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في الآية قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الصيرورة من الحديبية إلى مشركي قريش كتب إليهم حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم فاطلع الله نبيه على ذلك فوجد الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها فقال له ما حملك على الذي صنعت قال أما والله ما اتيت في أمر الله ولا شككت فيه ولكنه كان لي بها أهل ومال فأردت مصانعة قريش وكان حليفا لهم ولم يكن منهم فأنزل الله فيه القرآن يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا أيها لذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم الآية قال نزلت في رجل كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة من قريش كتب إلى أهله وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائر إليهم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحيفته فبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاتاه بها * وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين بكتاب فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا حاطب ما دعاك إلى ما صنعت قال يا رسول الله كان أهلي فيهم فخشيت أن يصرموا عليهم فقلت اكتب كتابا لا يضر الله ورسوله فقلت اضرب عنقه يا رسول الله فقد كفر فقال وما يدريك يا ابن الخطاب ان يكون الله اطلع على أهل هذه العصابة من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم * وأخرج ابن مردويه من طريق ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن العوام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا وكان بنوه وإخوته بمكة فكتب حاطب وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير فقال لهما انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فخذا الكتاب فأتياني به فانطلقا حتى أدركا المرأة بحليفة بنى أحمد وهي من المدينة على قريب من اثنى عشر ميلا فقالا لها أعطينا الكتاب الذي معك قالت ليس معي كتاب قالا كذبت قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان معك كتابا والله لتعطين الكتاب الذي معك أو لا نترك عليك ثوبا الا التمسنا فيه قالت أو لستم بناس مسلمين قالا بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا ان معك كتابا حتى إذ ظنت انهما ملتمسان كل ثوب معها حلت عقاصها فأخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها كانت قد اعتقصت عليه فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا قال أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم قال فما حملك على أن تكتب به قال حاطب أما والله ما ارتبت منذ أسلمت في الله عز وجل ولكني كنت أمرا غريبا فيكم أيها الحي من قريش
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة شورى 2
2 سورة حم الزخرف 13
3 سورة حم الدخان 24
4 سورة الجاثية 34
5 سورة الأحقاف 37
6 سورة القتال 46
7 سورة الفتح 67
8 سورة الحجرات 83
9 سورة ق 101
10 سورة الذاريات 111
11 سورة الطور 116
12 سورة النجم 121
13 سورة القمر 132
14 سورة الرحمن 139
15 سورة الواقعة 153
16 سورة الحديد 170
17 سورة المجادلة 179
18 سورة الحشر 187
19 سورة الممتحنة 202
20 سورة الصف 212
21 سورة الجمعة 214
22 سورة المنافقون 222
23 سورة التغابن 227
24 سورة الطلاق 229
25 سورة التحريم 239
26 سورة الملك 246
27 سورة ن والقلم 249
28 سورة الحاقة 258
29 سورة سأل سائل 263
30 سورة نوح عليه السلام 267
31 سورة الجن 270
32 سورة المزمل 276
33 سورة المدثر 280
34 سورة القيامة 287
35 سورة الانسان 296
36 سورة المرسلات 302
37 سورة عم يتساءلون 305
38 سورة النازعات 310
39 سورة عبس 314
40 سورة التكوير 317
41 سورة الانفطار 322
42 سورة التطفيف 323
43 سورة الانشقاق 328
44 سورة البروج 331
45 سورة الطارق 335
46 سورة الاعلى 337
47 سورة الغاشية 342
48 سورة الفجر 344
49 سورة البلد 351
50 سورة الشمس 355
51 سورة الليل 357
52 سورة الضحى 360
53 سورة الانشراح 363
54 سورة التين 365
55 سورة اقراء 368
56 سورة القدر 370
57 سورة لم يكن الذين كفروا 377
58 سورة الزلزلة 379
59 سورة العاديات 383
60 سورة القارعة 385
61 سورة التكاثر 386
62 سورة العصر 391
63 سورة الهمزة 392
64 سورة الفيل 394
65 سورة قريش 396
66 سورة الماعون 399
67 سورة الكوثر 401
68 سورة الكافرون 404
69 سورة النصر 406
70 سورة أبى لهب 408
71 سورة الاخلاص 409
72 سورة الفلق 416
73 سورة الناس 420