في الحياة الدنيا قال قسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا كما قسم بيتهم صورهم وأخلاقهم فتعالى ربنا وتبارك ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات قال فتلقاه ضعيف الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له في الرزق وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه ليتخذ بعضهم سخريا قال ملكة يسخر بعضهم بعضا يبتلى الله به عباده فالله الله فيما ملكت يمينك ورحمة ربك خير مما يجمعون قال الجنة * قوله تعالى (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة) الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله لولا أن يجزع عبدي المؤمن لعصيت الكافر عصابة من حديد فلا يشتكي شيئا ولصببت عليه الدنيا صبا قال ابن عباس رضي الله عنهما قد أنزل الله شبه ذلك في كتابه في قوله ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ولولا أن يكون الناس أمة واحدة الآية يقول لولا أن اجعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ومعارج من فضة وهي درج عليها يظهرون يصعدون إلى الغرف وسرر فضة وزخرفا وهو الذهب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ولولا أن يكون الناس أمة واحدة قال لولا أن يكون الناس كفارا لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة قال السقف أعالي البيوت ومعارج عليها يظهرون قال درج عليها يصعدون وزخرفا قال الذهب والآخرة عند ركب للمتقين قال خصوصا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ولولا أن يكون الناس أمة واحدة قال لولا أن يكفروا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه في قوله سقفا قال الجزوع ومعارج قال الدرج وزخرفا قال الذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ولولا أن يكون الناس أمة واحدة قال لولا أن يكون الناس أجمعون كفارا فيميلوا إلى الدنيا لجعل الله لهم الذي قال قال وقد مالت الدنيا بأكبر همها وما فعل ذلك فكيف لو فعله * وأخرج أحمد والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله أهم يقسمون رحمة ربك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وان الله يعطى الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطى الدين الا من يحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء * قوله تعالى (ومن يعش) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المخرمي ان قريشا قالت قيضوا لكل رجل رجلا من أصحاب محمد يأخذه فقيضوا لأبي بكر رضي الله عنه طلحة بن عبيد الله فاتاه وهو في القوم فقال أبو بكر رضي الله عنه الام تدعوني قال أدعوك إلى عبادة اللات والعزى قال أبو بكر رضي الله عنه وما اللات قال ربنا قال وما العزى قال بنات الله قال أبو بكر رضي الله عنه فمن أمهم فسكت طلحة فلم يجبه فقال طلحة لأصحابه أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة قم يا أبا بكر اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأنزل الله ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ومن يعش عن ذكر الرحمن قال يعمى قال ابن جرير هذا على قراءة فتح الشين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ومن يعش قال يعرض وانهم ليصدونهم عن السبيل قال عن الدين حتى إذا جاءانا جميعا هو وقرينه * وأخرج عبد ابن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ حتى إذا جاءانا على معنى اثنين هو وقرينه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومن يعش الآية قال من جانب الحق وأنكره وهو يعلم أن الحلال حلال وأن الحرم حرام فترك العلم بالحلال والحق لهوى نفسه وقضى حاجته ثم أراد من الحرام قيض له شيطان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن سعيد الجزري في قوله نقيض له شيطانا قال بلغنا ان الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار فذلك حين يقول يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين قال وأما المؤمن فيوكل به ملك حتى يقضى بين الناس أو يصير إلى الجنة * وأخرج ابن حبان والبغوي وابن قانع والطبراني وابن مردويه عن شريك بن طارق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منكم أحد الا ومعه شيطان قالوا ومعك يا رسول الله قال ومعي الا أن الله أعانني عليه فأسلم * وأخرج
(١٧)