ديورا في الفيافي ونحتفر الآبار ونحرث البقول فلا نرد عليكم ولا نمر بكم وليس أحد من القبائل الا له حميم فيهم ففعلوا ذلك فأنزل الله ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها قال والآخرون ممن تعبد من أهل الشرك وفنى من قد فنى منهم قالوا نتعبد كما تعبد فلان وتسبح كما ساح فلان وتتخذ ديورا كما اتخذ فلان وهم على شركهم لا علم لهم بايمان الذين اقتدوا بهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم يبق منهم الا القليل انحط صاحب الصومعة من صومعته وجاء السائح من سياحته وصاحب الدير من ديره فآمنوا به وصدقوه فقال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته أجرين بايمانهم بعيسى ونصب أنفسهم والتوراة والإنجيل وبايمانهم بمحمد وتصديقهم ويجعل لكم نورا تمشون به القرآن واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو يعلى عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فان قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم * واخرج البيهقي في الشعب عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن جبير عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشددوا على أنفسكم فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه وابن نصر عن أبي أمامة قال إن الله كتب عليكم صيام شهر رمضان ولم يكتب عليكم قيامه وانما القيام شئ ابتدعتموه فدوموا عليه ولا تتركوه فان ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة فعابهم الله بتركها وتلا هذه الآية ورهبانية ابتدعوها الآية * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلى والبيهقي في الشعب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لكل أمه رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ورهبانية ابتدعوها قال ذكر لنا أنهم رفضوا النساء واتخذوا الصوامع * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس ان أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا فكانت فيهم جراحات ولم يقتل منهم أحد فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله انا أهل ميسرة فائذن لنا نجئ بأموالنا نواسي بها المسلمين فأنزل الله فيهم الذين آتيناهم الكتاب من قبلهم هم به يؤمنون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فجعل لهم أجرين قال ويدرؤن بالحسنة السيئة قال أي النفقة التي واسوا بها المسلمين فلما نزلت هذه الآية قالوا يا معاشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم فزادهم النور والمغفرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال لما نزلت أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لنا أجران ولكم أجر فاشتد ذلك على لصحابة فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب وسوى بينهم في الاجر * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس يؤتكم كفلين من رحمته قال أجرين ويجعل لكم نورا تمشون به قال القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يؤتكم كفلين من رحمته قال ضعفين ويجعل لكم نورا تمشون به قال هدى * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله كفلين قال أجرين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كفلين قال حظين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كفلين قال ضعفين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي موسى في قوله كفلين قال ضعفين وهي بلسان الحبشة * وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله يؤتكم كفلين من رحمته قال الكفل ثلاثمائة جزء وخمسون جزأ من رحمة الله * وأخرج عبد بن حميد عن أبي قلابة في قوله يؤتكم كفلين من رحمته قال الكفل ثلاثمائة جزء من الرحمة * وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير ويجعل لكم نورا تمشون به قال القرآن * قوله تعالى (لئلا يعلم أهل الكتاب) الآية * أخرج عبد بن حميد عن يزيد بن حازم قال سمعت عكرمة وعبد الله بن أبي سلمة رضي الله عنهما قرأ أحدهما لئلا يعلم أهل الكتاب وقرأ
(١٧٨)