في المسجد وهم يضحكون فسحب رداءه محمرا وجهه فقال أتضحكون ولم يأتكم أمان من ربكم بأنه قد غفر لكم ولقد أنزل على في ضحككم آية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله قالوا يا رسول الله فما كفارة ذلك قال تبكون قدر ما ضحكتم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله قال ذكر لنا ان شداد بن أوس كان يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول أول ما يرفع من الناس الخشوع * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم يقول ألم يحن للذين آمنوا * وأخرج ابن المبارك عن ابن عباس اعلموا ان الله يحيى الأرض بعد موتها قال تلين القلوب بعد قسوتها * وأخرج مسلم والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود قال ما كان بين إسلامنا وبين ان عاتبنا الله بهذه ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الا أربع سنين * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن الزبير ان ابن مسعود أخبره انه لم يكن بين اسلامهم وبين ان نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها الا أربع سنين ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الآية أقبل بعضنا على بعض أي شئ أحدثنا أي شئ صنعنا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال إن الله استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن فقال ألم يأن للذين آمنوا الآية * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد العزيز بن أبي رواد ان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ظهر منهم المزاح والضحك فنزلت ألم يأن الذين آمنوا الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيات قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذوا في شئ من المزاح فأنزل الله ألم يأن للذين آمنوا الآية * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وابن المنذر عن الأعمش قال لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعد ما كان بهم من الجهد فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه فعوتبوا فنزلت ألم يأن للذين آمنوا لآية * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدى عن القاسم قال مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله نحن نقص عليك أحسن القصص ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله ألم يأن للذين آمنوا الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم الا ان كل ما هو آت قريب الا انما البعيد ما ليس بآت وأخرجه ابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعا * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم استهوته قلوبهم واستحلته ألسنتهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون فقالوا أعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل فان تابعوكم فاتركوهم وان خالفوكم فاقتلوهم قالوا لا بل أرسلوا إلى فلان رجل من علمائهم فاعرضوا عليه هذا الكتاب فان تابعكم فلن يخالفكم أحد بعده وان خالفكم فاقتلوه فلن يختلف عليكم أحد بعده فأرسلوا إليه فاخذ ورقة وكتب فيها كتاب الله ثم علقها في عنقه ثم لبس عليه الثياب فعرضوا عليه الكتاب فقالوا أتؤمن بهذا فأومأ إلى صدره فقال آمنت بهذا وما لي لا أو من بهذا يعنى الكتاب الذي فيه القرآن فخلو سبيله وكان له أصحاب يغشونه فلما مات وجدوا الكتاب الذي فيه القرآن معلق عليه فقالوا ألا ترون إلى قوله آمنت بهذا وما لي لا أو من بهذا انما عنى هذا الكتاب فاختلف بنو إسرائيل على بضع وسبعين ملة وخير مللهم أصحاب ذي القرآن قال عبد الله وان من بقى منكم سيرى منكرا وبحسب امرئ يرى منكرا لا يستطيع ان يغيره أن يعلم الله من قلبه انه كاره له * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنه انه كان إذا تلا هذه الآية ألم يأن للذين آمنوا ان تخضع قلوبهم لذكر الله ثم قال بلى يا رب بلى يا رب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال شداد بن أوس أول ما يرفع من الناس الخشوع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله الأمد قال الدهر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال جمع أبو موسى الأشعري القراء فقال لا يدخلن عليكم الا من جمع القرآن فدخلنا ثلاثمائة
(١٧٥)