فقيل يا رسول الله وكيف تعرفهم من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك قال غر محجلون من أثر الوضوء ولا يكون لأحد غيرهم وأعرفهم انهم يؤتون كتبهم بايمانهم وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود وأعرفهم بنورهم الذي يسعى بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي امامة الباهلي انه قال أيها الناس انكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات وتوشكون ان تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الدود وبيت الضيق الا ما وسع الله ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فإنكم لقى بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون منه إلى موضع آخر فتغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا وهو المثل الذي ضرب الله في كتابه أو كظلمات في بحر لجي إلى قوله فما له من نور ولا يستضئ الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضئ الأعمى ببصر البصير ويقول المنافق للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال يخادعون الله وهو خادعهم فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم نصلى صلاتكم ونغزو مغازيكم قالوا بلى إلى قوله وبئس المصير * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي امامة قال تبعث ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن ولا كافر يرى كفه حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم فيتبعهم المنافقون فيقولون انظرونا نقتبس من نوركم * واخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليلا لهم من الله إلى الجنة فلما رأى المنافقون المؤمنين انطلقوا إلى النور تبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ انظرونا نقتبس من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا منه على عباده وأما عند الصراط فان الله يعطى كل مؤمن نورا وكل منافق نورا فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون انظرونا نقتبس من نوركم وقال المؤمنون ربنا أتمم لنا نورنا فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين دعا اليهود فقيل لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله فيقال لهم كنتم تعبدون معه غيره فيقولون نعم فيقال لهم من كنتم تعبدون معه فيقولون عزيرا فيوجهون وجها ثم يدعو النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله فيقول لهم هل كنتم تعبدون معه غيره فيقولون نعم فيقال لهم من كنتم تعبدون معه فيقولون المسيح فيوجهون وجها ثم يدعى المسلمون وهم على رابة من الأرض فيقال لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله وحده فيقال لهم هل كنتم تعبدون معه غيره فيغضبون فيقولون ما عبدنا غيره فيعطى كل انسان منهم نورا ثم يوجهون إلى الصراط ثم قرأ يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم الآية وقرأ يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم إلى آخر الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله يوم يقول المنافقون والمنافقات الآية قال بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور لهم دليلا إلى الجنة من الله فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا تبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ انظرونا نقتبس من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي فاختة قال يجمع الله الخلائق يوم القيامة ويرسل الله على الناس ظلمة فيستغيثون ربهم فيؤتى الله كل مؤمن يومئذ نورا ويؤتى المنافقين نورا فينطلقون جميعا متوجهين إلى الجنة معهم نورهم فبينما هم كذلك إذ طفا الله نور المنافقين فيترددون في الظلمة ويسبقهم المؤمنون بنورهم بين أيديهم فينادونهم انظرونا نقتبس من نوركم فضرب بينهم بسور له باب باطنه حيث ذهب المؤمنون فيه الرحمة ومن قبله الجنة ويناديهم
(١٧٣)