إلى أجلها فإذا جاء أجلها أرسلها فليس لها مردود انه كائن في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا في بلد كذا من المصيبة من القحط والرزق والمصيبة في الخاصة والعامة حتى أن الرجل يأخذ العصا يتوكأ بها وقد كان لها كارها ثم يعتادها حتى ما يستطيع تركها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أبي صالح قال دخلت على سعيد بن جبير في نفر فبكى رجل من القوم فقال ما يبكيك فقال أبكى لما أرى بك ولما يذهب بك إليه قال فلا تبك فإنه كان في علم الله أن يكون ألا تسمع إلى قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا أنفسكم الا في كتاب قال الأوجاع والأمراض من قبل أن نبرأها قال من قبل أن نخلقها * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال أنزل الله المصيبة ثم حبسها عنده ثم يخلق صاحبها فإذا عمل خطيئتها أرسلها عليه * وأخرج الديلمي عن سليم بن جابر النجيمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفتح على أمتي باب من القدر في آخر الزمان لا يسده شئ يكفيكم منه ان تلقوهم بهذه الآية ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب الآية * قوله تعالى (والله لا يحب كل مختال فخور) * أخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن قزعة قال رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة فقلت يا أبا عبد الرحمن انى قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقر عيني ان أراه عليك فان عليك ثيابا خشنة قال انى أخاف ان ألبسه فأكون مختالا فخورا والله لا يحب كل مختال فخور * قوله تعالى (لقد أرسلنا رسلنا) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله وأنزلنا معهم الكتاب والميزان قال العدل * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله وأنزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس قال جنة وسلاح * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله وأنزلنا الحديد الآية قال إن أول ما أنزل الله من الحديد الكلبتين والذي يضرب عليه الحديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس انه سئل عن الأيام فقال السبت عدد والأحد عدد والاثنين يوم تعرض فيه الأعمال والثلاثاء يوم الدم والأربعاء يوم الحديد وأنزلنا الحديد فيه باس شديد والخميس يوم تعرض فيه الأعمال والجمعة يوم بدأ الله الخلق وفيه تقوم الساعة * قوله تعالى (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه) الآية * أخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر من طرق عن ابن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله قلت لبيك يا رسول الله ثلاث مرات قال هل تدرى أي عرا الايمان أوثق قلت الله ورسوله أعلم قال أوثق عرا الايمان الولاية في الله بالحب فيه والبغض فيه قال هل تدرى أي الناس أفضل قلت الله ورسوله أعلم قال أفضل الناس أفضلهم عملا إذا تفقهوا في الدين يا عبد الله هل تدرى أي الناس أعلم قلت الله ورسوله أعلم قال فان أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وان كان مقصرا بالعمل وان كان يزحف على استه واختلف من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرها فرقة وازت الملوك وقاتلتهم على دين الله وعيسى بن مريم حتى قتلوا وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بالمقام معهم فساحوا في الجبال وترهبوا فيها وهم الذين قال الله ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم الذين آمنوا بي وصدقوني وكثير منهم فاسقون الذين كفروا بي وجحدوني * وأخرج النسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال كانت ملوك بعد عيسى بدلت التوراة والإنجيل فكان منهم مؤمنون يقرؤن التوراة والإنجيل فقيل لملوكهم ما نجد شيئا أشد من شتم يشتمنا هؤلاء انهم يقرؤن ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون مع ما يعيبوننا به من أعمالنا في قراءتهم فادعهم فليقرأوا كما نقرأ وليؤمنوا كما آمنا فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل الا ما بدلوا منها فقالوا ما تريدون إلى ذلك دعونا فقالت طائفة منهم ابنوا لنا أسطوانة ثم ارفعونا إليها ثم أعطونا شيئا ترفع به طعامنا وشرابنا ولا ترد عليكم وقالت طائفة دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونأكل مما تأكل منه الوحوش ونشرب مما تشرب فان قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا وقالت طائفة ابنوا لنا
(١٧٧)