مقتحم أي داخل بشدة * ذلك مجاوز لما اقتحم بالشدة.
انتهى.
وقوله تعالى (قالوا ربنا من قدم لنا هذا...) الآية هو حكاية لقول الاتباع أيضا دعوا على رؤسائهم بأن يكون عذابهم مضاعفا.
وقوله تعالى (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار...) الآية:
الضمير في (قالوا) لأشراف الكفار ورؤسائهم وهذا مطرد في كل أمة وروي أن قائلي هذه المقالة أهل القليب كأبي جهل وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة ومن جرى مجراهم وأن الرجال الذين يشيرون إليهم هم كعمار بن ياسر وبلال وصهيب ومن جرى مجراهم قاله مجاهد وغيره والمعنى: كنا في الدنيا نعدهم أشرارا وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو " اتخذناهم " بصلة الألف على أن يكون ذلك في موضع الصفة لرجال وقرأ الباقون " اتخذناهم " بهمزة الاستفهام ومعناها تقرير أنفسهم على هذا على جهة التوبيخ لها والأسف أي اتخذناهم سخريا ولم يكونوا كذلك وقرأ نافع وحمزة والكسائي " سخريا " بضم السين من السخرة والاستخدام وقرأ الباقون " سخريا " بكسر السين ومعناها المشهور من السخر الذي هو بمعنى الهزء وقولهم (أم زاغت) معادلة لما في قولهم (ما لنا لا نرى) والتقدير في هذه الآية أمفقودون هم أم هم معنا ولكن زاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم والزيغ الميل.
ثم أخبر تعالى نبيه بقوله (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) والإشارة