وقوله (انى مسني الشيطان بنصب...) الآية النصب المشقة فيحتمل أن يشير إلى مسه حين سلطه الله على إهلاك ماله وولده وجسمه حسبما روي في ذلك وقيل أشار إلى مسه إياه في تعرضه لأهله وطلبه منها أن تشرك بالله فكان أيوب تشكي هذا الفصل وكان عليه أشد من مرضه وهنا في الآية محذوف تقديره فاستجاب له وقال (اركض برجلك) فروي أن أيوب ركض الأرض فنبعت له عين ماء صافية باردة فشرب منها فذهب كل مرض في داخل جسده ثم اغتسل فذهب ما كان في ظاهر بدنه وروي أن الله تعالى وهب له أهله وماله في الدنيا ورد من مات منهم وما هلك من ماشيته وحاله ثم بارك له في جميع ذلك وروي أن هذا كله وعد به في الآخرة والأول أكثر في قول المفسرين.
* ت * وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي الا اذهب الله غمه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن قال صاحب " السلاح " رواه الحاكم في " المستدرك " وابن حبان في " صحيحه " * ت * ورويناه من طريق النووي عن ابن السني بسنده عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه " أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك في قبضتك " وفيه " فقال رجل من القوم: إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات فقال:
أجل فقولهن وعلموهن من قالهن التماس ما فيهن اذهب الله تعالى حزنه وأطال فرحه انتهى.