وقوله: (إن هذا أخي) [اعراب " أخي "] عطف بيان وذلك أن ما جرى من هذه الأشياء صفة كالخلق والخلق وسائر الأوصاف فإنه نعت محض والعامل فيه هو العامل في الموصوف وما كان منها مما ليس يوصف به بتة فهو بدل والعامل فيه مكرر أي تقديرا يقال جاءني أخوك زيد فالتقدير: جاءني أخوك جاءني زيد وما كان منها مما لا يوصف به واحتيج إلى أن يبين به ويجري مجرى الصفة فهو عطف بيان.
" والنعجة " في هذه الآية عبر بها عن المرأة والنعجة في كلام العرب تقع على أنثى بقر الوحش وعلى أنثى الضأن وتعبر العرب بها عن المرأة.
وقوله (أكفلنيها) أي ردها في كفالتي وقال ابن كيسان: المعنى: اجعلها كفلي أي نصيبي (وعزني) معناه غلبني ومنه قول العرب " من عز بز " أي: من غلب سلب ومعنى قوله (في الخطاب) أي كان أوجه مني فإذا خاطبته كان كلامه أقوى من كلامي وقوته أعظم من قوتي.
ويروى أنه لما قال (لقد ظلمك بسؤال نعجتك) تبسما عند ذلك وذهبا ولم يرهما لحينه فشعر حينئذ للأمر ويروى أنهما ذهبا نحو السماء بمرأى منه.
(والخلطاء) الشركاء في الأملاك والأمور وهذا القول من داود وعظ وبسط لقاعدة حق ليحذر الخصم من الوقوع في خلاف الحق.
وقوله تعالى " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم " قال أبو حيان (وقليل) خبر مقدم و " ما " زائدة تفيد معنى التعظيم انتهى.
وروى ابن المبارك في " رقائقه " بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أشد الأعمال ذكر الله على كل حال والأنصاف من نفسك ومواساة الأخ في المال " انتهى.
وقوله تعالى (وظن داود إنما فتناه) معناه شعر للأمر وعلمه و (فتناه) أي ابتليناه وامتحناه وقال البخاري قال ابن عباس (فتناه) أي اختبرناه وأسند البخاري