تجترئ حتى ترى كيف تهلك * ت * والتأويل الأول أظهر يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " وعن ربيعة بن كعب الأسلمي قال كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي سل فقلت أسألك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود رواه الجماعة الا البخاري ولفظ الترمذي كنت أبيت عند باب النبي صلى الله عليه وسلم فاعطيه وضوءه فأسمعه الهوي من الليل يقول سمع الله لمن حمده وأسمعه الهوي من الليل يقول الحمد لله رب العالمين قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وليس لربيعة في الكتب الستة سوى هذا الحديث انتهى من " السلاح " وروي ان أبا جهل جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يصلى فهم بان يصل إليه ويمنعه من الصلاة ثم كع وولى ناكصا على عقبيه متقيا بيديه فقيل له ما هذا فقال لقد عرض بيني وبينه خندق من نار وهول وأجنحة أخبرنا فيروي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " لو دنا منى لأخذته الملائكة عيانا " * ت * ولما لم ينته عدو الله اخذه الله يوم بدر وأمكن منه وذكر الوائلي الحافظ في كتاب " الإبانة " له من حديث مالك ابن مغول عن نافع عن ابن عمر قال: " بينا انا أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل من الأرض في عنقه سلسلة يمسك طرفها اسود فقال: يا عبد الله اسقني فقال ابن عمر لا أدرى اعرف اسمى أو كما يقول الرجل يا عبد الله فقال لي الأسود لا تسقه فإنه كافر ثم اجتذبه فدخل الأرض قال ابن عمر فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال " أو قد رأيته ذلك عدو الله أبو جهل بن هشام وهو عذابه إلى يوم القيامة " انتهى يا من " التذكرة " للقرطبي وقد ذكرت هذه الحكاية عن أبي عمر بن عبد البر بأتم من هذا عند قوله تعالى (فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا...) [فصلت: 27] الآية.
(٦١٠)