ويدفع ذلك إلى الملائكة لتمتثله يكون قال * ع * وليلة القدر مستديرة في أوتار العشر الأواخر من رمضان هذا هو الصحيح المعول عليه وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى اخر الشهر وصح عن [أبي بن] كعب وغيره انها ليلة سبع وعشرين ثم أخبر تعالى ان ليلة القدر خير من الف شهر وهي ثمانون سنة وثلاثة أعوام وثلث عام وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " (والروح) هو جبريل عليه السلام وقيل هو صنف حفظة للملائكة قال الفخر: وذكروا في الروح أقوالا أحدها انه ملك عظيم لو التقم السماوات والأرض كان ذلك له لقمة واحدة وقيل الروح طائفة من الملائكة لا يراهم الملائكة الا ليلة القدر كالزهاد الذين لا نراهم الا يوم العيد وقيل: خلق من خلق الله يأكلون [ويشربون] ويلبسون ليسوا من الملائكة ولا من الانس ولعلهم خدم أهل الجنة وقيل: الروح أشرف الملائكة وقال ابن أبي نجيح الروح هم الحفظة الكرام الكاتبون والأصح ان الروح ها هنا هو جبريل وتخصيصه بالذكر لزيادة شرفه انتهى.
وقوله تعالى: (بإذن ربهم من كل امر) الثعلبي: أي بكل امر قدره الله وقضاه في تلك السنة إلى قابل قاله ابن عباس ثم تبتدئ فتقول (سلام هي) ويحتمل ان يريد من كل فتنة سلامة انتهى قال * ع * وعلى التأويل الأول يجئ (سلام) خبر ابتداء مستأنفا اي: سلام هي هذه الليلة إلى أول يومها ثم ذكر ما تقدم وقال الشعبي ومنصور: (سلام) بمعنى: التحية اي تسلم الملائكة على المؤمنين.