وقوله تعالى: (فلينظر الانسان مم خلق) توقيف لمنكري البعث على أصل الخلقة الدال على أن البعث جائز ممكن ثم بارد اللفظ إلى الجواب اقتضابا وإسراعا إلى إقامة الحجة فقال: (خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب) قال الحسن وغيره: معناه: من بين صلب كل واحد من الرجل والمرأة وترائبه وقال جماعة من بين صلب الرجل وترائب المرأة: والتريبة من الانسان ما بين الترقوة إلى الثدي قال أبو عبيدة معلق الحلي إلى الصدر وقيل غير هذا.
وقوله تعالى: (انه على رجعه لقادر) قال ابن عباس وقتادة: المعنى ان الله على رد الانسان حيا بعد موته لقادر وهذا أظهر الأقوال هنا وأبينها و (دافق) قال كثير من المفسرين: هو بمعنى مدفوق والعامل في (يوم) الرجع من قوله: (على رجعه).
و (تبلى السرائر) معناه تختبر وتكشف بواطنها وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم ان السرائر التي يبتليها الله من العباد: التوحيد والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة قال * ع * وهذه معظم الامر وقال قتادة: الوجه في الآية العموم في جميع السرائر ونقل ابن العربي في " احكامه " عن ابن مسعود ان هذه المذكورات من الصلاة والزكاة والوضوء والوديعة كلها أمانة قال وأشد ذلك الوديعة تمثل له اي لمن خانها على هيئتها يوم اخذها فترمى في قعر جهنم فيقال له أخرجها فيتبعها فيجعلها في عنقه فإذا أراد أن يخرج بها زلت منه فيتبعها فهو كذلك دهر الداهرين انتهى * ت * قال أبو عبيد الهروي: قوله تعالى: (يوم تبلى السرائر) الواحدة سريرة وهي الأعمال التي أسرها