فصار أحوى فهذا صفة.
وقوله تعالى: (سنقرئك فلا تنسى) قال الحسن وقتادة ومالك بن انس: هذه الآية في معنى قوله تعالى: (لا تحرك به لسانك...) [القيامة: 16] الآية وعده الله ان يقرئه وأخبره انه لا ينسى نسيانا لا يكون بعده ذكر وقيل بل المعنى انه امره تعالى بان لا ينسى على معنى التثبيت والتأكيد وقال الجنيد معنى (لا تنسى) ثنا لا تترك العمل بما تضمن من امر ونهي.
وقوله تعالى: (الا ما شاء الله) قال الحسن وغيره معناه: مما قضى الله بنسخه ورفع تلاوته وحكمه وقال ابن عباس: (الا ما شاء الله) ان ينسيكه، ليسن به، على نحو قوله عليه الصلاة والسلام: " انى لأنسي أو أنسي لأسن " قال * ع * ونسيان النبي صلى الله عليه وسلم ممتنع فيما امر بتبليغه إذ هو معصوم فإذا بلغه ووعي عنه فالنسيان جائز على أن يتذكر بعد ذلك أو على أن يسن أو على النسخ.
وقوله تعالى: (ونيسرك لليسرى) معناه: نذهب بك نحو الأمور المستحسنة في دنياك وأخراك من النصر والظفر ورفعة الرسالة وعلو المنزلة يوم القيامة والرفعة في الجنة ثم امره تعالى بالتذكير قال بعض الحذاق قوله تعالى: (ان نفعت الذكرى) اعتراض بين الكلامين على جهة التوبيخ لقريش ثم أخبر تعالى انه سيذكر من يخشى الله والدار الآخرة وهم العلماء والمؤمنون كل بقدر ما وفق له ويتجنب الذكرى ونفعها من سبقت له الشقاوة.