رانت الخمر على قلب شاربها وران الغشي على قلب المريض وكذلك الموت قال الحسن وقتادة: الرين الذنب على الذنب حتى يموت القلب وروى أبو هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل إذا أذنب نكتت نكتة سوداء في قلبه ثم كذلك حتى يتغطى فذلك الران الذي قال الله تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) قال الفخر قال أبو معاذ النحوي الرين سواد القلب من الذنوب والطبع ان يطبع على القلب وهو أشد من الرين والإقفال أشد من الطبع وهو ان يقفل على القلب انتهى والضمير في قوله تعالى: (انهم عن ربهم) للكفار اي هم محجوبون لا يرون ربهم قال الشافعي لما حجب الله قوما بالسخط دل على أن قوما يرونه بالرضى قال المحاسبي رحمه الله في كتاب " توبيخ النفس " وينبغي للعبد المؤمن إذا رأي القسوة من قلبه ان يعلم أنها من الرين في قلبه فيخاف أن يكون الله تعالى لما حجب قلبه عنه بالرين والقسوة ان يحجبه غدا عن النظر إليه قال تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) إحداهما تتلو الأخرى ليس بينهما معنى ثالث فان اعترض للمريد خاطر من الشيطان ليقتطعه عن الخوف من الله تعالى حتى تحل به هاتان العقوبتان فقال انما نزلتا في الكافرين فليقل فان الله لم يؤمن منهما كثيرا من المؤمنين وقد حذر سبحانه المؤمنين ان يعاقبهم بما يعاقب به الكافرين فقال تعالى:
(واتقوا النار التي أعدت للكافرين) [آل عمران: 131] إلى غير ذلك من الآيات انتهى ولما ذكر الله تعالى امر كتاب الفجار عقب ذلك بذكر كتاب ضدهم ليبين الفرق بين الصنفين واختلف في الموضع المعروف ب (عليين) ما هو؟ فقال ابن عباس: السماء السابعة تحت العرش وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الضحاك: هو سدرة المنتهى وقال ابن عباس أيضا: عليون الجنة.