و (ودا) وما عطف عليه أسماء أصنام وروى البخاري وغيره عن ابن عباس انها كانت أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا، أوحى الشيطان إلى قومهم ان انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت قال ابن عباس ثم صارت هذه الأوثان التي في قوم نوح في العرب بعد انتهى.
وقوله: (وقد أضلوا كثيرا) هو اخبار نوح عن الاشراف ثم دعا الله عليهم أن لا يزيدهم الا ضلالا وقال الحسن: أراد بقوله: (وقد / أضلوا) الأصنام المذكورة.
وقوله تعالى: (مما خطيئاتهم أغرقوا) ابتداء اخبار من الله تعالى لمحمد عليه السلام و " ما " في قوله: (مما) زائدة فكأنه قال من خطيئاتهم وهي لابتداء الغاية * ص * (مما خطيئاتهم) من للسبب * ع * لابتداء الغاية و " ما " زائدة للتوكيد انتهى (فادخلوا نارا) يعنى جهنم وقول نوح: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) قال قتادة وغيره لم يدع نوح بهذه الدعوة الا من بعد أن أوحي إليه (انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن) [هود: 36] و (ديارا) أصله: ديوار من الدوران اي من يجئ ويذهب.
وقوله: (رب اغفر لي ولوالدي) قال ابن عباس لم يكفر لنوح أب ما بينه وبين آدم عليه السلام وقرأ أبي بن كعب " ولأبوي " وبيته المسجد فيما قاله ابن