في الحقوق التي في المال سوى الزكاة وهي ما ندبت إليه الشريعة من المواساة وهذا هو الأصح في هذه الآية لان السورة مكية وفرض الزكاة وبيانها انما كان بالمدينة وباقي الآية تقدم تفسير نظيره.
وقوله سبحانه: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) جمع الأمانة من حيث إنها متنوعة في الأموال والاسرار وفيما بين العبد وربه فيما امره به ونهاه عنه والعهد كل ما تقلده الانسان من قول أو فعل أو مودة إذا كانت هذه الأشياء على منهاج الشريعة فهو عهد ينبغي رعيه وحفظه.
وقوله سبحانه (والذين هم بشهادتهم قائمون) معناه في قول جماعة من المفسرين انهم يحفظون ما يشهدون فيه ويتقنونه ويقومون بمعانيه حتى لا يكون لهم فيه تقصير وهذا هو وصف من يمتثل قول النبي صلى الله عليه وسلم " على مثل الشمس فاشهد " وقال آخرون معناه الذين إذا كانت عندهم شهادة ورأوا حقا يدرس أو حرمة لله تنتهك قاموا لله بشهادتهم.
وقوله تعالى: (فمال الذين كفروا قبلك مهطعين) الآية نزلت بسبب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى عند الكعبة أحيانا ويقرأ القرآن فكان كثير من الكفار يقومون من مجالسهم مسرعين إليه يستمعون قراءته ويقول بعضهم لبعض شاعر وكاهن ومفتر وغير ذلك و (قبلك) معناه فيما يليك والمهطع الذي يمشي مسرعا إلى شئ قد اقبل ببصره عليه و (عزين) جمع عزة والعزة الجمع اليسير كأنهم كانوا ثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة وفي حديث أبي هريرة قال " خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم حلق متفرقون فقال ما لي أراكم عزين ".