للزبانية: خذوه واجعلوا في عنقه غلا قال ابن جريح نزلت في أبي جهل.
وقوله تعالى: (فاسلكوه) معناه: ادخلوه وروي ان هذه السلسلة تدخل في فم الكافر وتخرج من دبره فهي في الحقيقة التي تسلك فيه لكن الكلام جرى مجرى أدخلت القلنسوة في رأسي وروي ان هذه السلسلة تلوى حول الكافر حتى تعمه وتضغطه فالكلام على هذا على وجهه وهو المسلوك.
وقوله تعالى: (ولا يحض على طعام المسكين) خصت هذه الخلة بالذكر لأنها من أضر الخلال بالبشر إذا كثرت في قوم هلك مساكينهم * ت * ونقل الفخر عن بعض الناس أنه قال في قوله تعالى: (ولا يحض على طعام المسكين) دليلان قويان على عظم الجرم في حرمان المساكين أحدهما: عطفه على الكفر وجعله قرينا له والثاني: ذكر الحض دون الفعل ليعلم انه إذا كان تارك الحض بهذه المنزلة فكيف بمن ترك الفعل قال الفخر ودلت الآية على أن الكفار يعاقبون على ترك الصلاة والزكاة وهو المراد من قولنا انهم مخاطبون بفروع الشريعة وعن أبي الدرداء انه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين ويقول: خلعنا نصف السلسلة بالايمان أفلا نخلع النصف الثاني انتهى.
وقوله: (فليس له اليوم ها هنا حميم) أي صديق لطيف المودة قاله الجمهور وقيل الحميم الماء السخن فكأنه تعالى أخبر ان الكافر ليس له ماء ولا شئ مائع ولا طعام الا من غسلين وهو ما يجري من الجراح إذا غسلت وقال ابن عباس الغسلين هو صديد أهل النار وقال قوم: الغسلين شئ يجري من ضريع النار * ص * (الا من غسلين) أبو البقاء النون في (غسلين) زائدة لأنه غسالة أهل النار انتهى.