وقوله تعالى: (يومئذ تعرضون) خطاب لجميع العالم وفي الحديث الصحيح " يعرض الناس ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعندها تتطاير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله " قال الغزالي يجب على مسلم البدار إلى محاسبة نفسه كما قال عمر رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وانما حسابه لنفسه ان يتوب من كل معصية قبل الموت توبة نصوحا ويتدارك ما فرط فيه من تقصير في فرائض الله عز وجل ويرد المظالم حبة حبة ويستحل كل من تعرض له بلسانه ويده وسوء ظنه بقلبه ويطيب قلوبهم حتى يموت ولم يبق عليه فريضة ولا مظلمة فهذا يدخل الجنة بغير حساب إن شاء الله تعالى انتهى من آخر " الاحياء " ونقل القرطبي في " تذكرته " هذه الألفاظ بعينها.
وقوله قوله: (هاؤم اقرأوا كتابيه) معناه تعالوا وقوله: (اقرأوا كتابيه) هو استبشار وسرور * ص * (هاؤم) " ها " بمعنى خذ قال الكسائي والعرب تقول هاء يا رجل وللاثنين رجلين أو امرأتين هاؤما وللرجال هاؤم وللمرأة هاء بهمزة مكسورة من غير ياء وللنساء هاؤن وزعم القتبي ان الهمزة بدل من الكاف وهو ضعيف الا ان يعنى انها تحل محلها في لغة من قال هاك وهاك وهاكما وهاكم وهاكن فذلك ممكن لا انه بدل صناعي لان الكاف / لا تبدل من الهمزة ولا الهمزة منها انتهى.
وقوله: (انى ظننت انى ملاق حسابيه) عبارة عن ايمانه بالبعث وغيره و (ظننت) هنا واقعة موقع تيقنت وهي في متيقن لم يقع بعد ولا خرج إلى الحس وهذا هو باب الظن الذي يوقع موقع اليقين و (راضية) بمعنى مرضية والقطوف جمع قطف وهو ما يجتنى من الثمار ويقطف ودنوها هو أنها تأتي طوع التمني فيأكلها القائم والقاعد